أعلن أمس في روسيا عن توقيف 8 أشخاص قيل إن موسكو تشتبه في تورطهم المباشر في قضية اختطاف السفينة الروسية آركتيك سي التي كانت في طريقها نحو ميناء بجايةالجزائري قبل شهر من اليوم، وذكرت مصادر روسية أخرى أمس أن جهاز الأمن والاستخبارات الروسي المعروف اختصارا باسم ''ألاف سي بي'' قد قام بوقف المتهمين باستعانته بعناصر من الاستخبارات العسكرية البحرية الروسية وهم بحارة من طاقم السفينة. وكانت وكالات الأنباء الروسية قد أوردت بأن المحكمة الروسية في موسكو قد أمرت باعتقال ثمانية أشخاص يشتبه في صلتهم باختطاف سفينة الشحن الروسية التي كانت محملة بشحنة من الأخشاب والتي شوهدت آخر مرة قرابة السواحل الفنلندية غير بعيد عن القطب الشمالي في 21 من الشهر الفارط جويلية. وقيل بعدها إنها رست بميناء الجزائر بعد نحو أسبوعين، لكن وبعد عمليات بحث يومية جرى تحديد مكان السفينة في منطقة غرب إفريقيا. وكانت مصادر أوروبية قد قالت إن عناصر الرقابة البحرية التابعة لحلف الأطلسي ''ناتو'' رصدت أمس الأول الجمعة، السفينة الروسية المختفية منذ أول أوت الجاري. وقالت وكالة ''إيتار تاس'' الروسية للأنباء نقلا عن مصادر دبلوماسية أوروبية مطلعة إن سفينة الشحن ''آركتيك سي'' رصدت من قبل قوات الناتو في منطقة جزر الرأس الأخضر قبالة السواحل الغربية لإفريقيا. وقد اختفت سفينة ''أركتيك سي'' الروسية يوم 1 أوت عندما كانت مبحرة إلى ميناء بجاية في الجزائر. وكانت سفينة الشحن ترفع العلم المالطي وعلى متنها شحنة أخشاب فنلندية وطاقما روسيا يتكون من 15 بحارا وانقطع الاتصال بها يوم 28 يوليو. ويعتقد خبراء ''الأنتربول'' أن السفينة الروسية اختطفت من قبل القراصنة، بينما ذكرت صحيفة ''صن'' البريطانية يوم الثلاثاء أن ''أركتيك سي'' قد تكون في أحد موانئ إفريقيا الغربية. وفي المقابل كشفت صحيفة روسية عن أن الأشخاص الذين يشتبه في أنهم قراصنة وحاولوا الاستيلاء على سفينة الشحن ''أركتيك سي'' الروسية هم في الحقيقة أفراد من الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) كانوا يحاولون منع السفينة من تهريب أسلحة إلى إيران حسب زعمهم. وذكرت صحيفة ''نوفايا جازيتا'' اليومية في عددها الصادر أمس السبت أن ''رجالا يعملون بالنيابة عن الموساد الإسرائيلي قادوا السفينة لمنع الأسلحة من الوصول إلى إيران''. وفي هذا السياق، زعمت مصادر إعلامية أنه ربما كانت السفينة ''أركتيك سي'' تحمل صواريخ من طراز كروز إكس - 55 مخبأة بين شحنة من نشارة الخشب، وكانت متجهة بها إلى إيران. ونقلت صحيفة ''نوفايا جازيتا'' عن ناشرة التقرير يوليا لاتينينا إشارتها إلى زيارة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز المفاجئة إلى موسكو في 18 من الشهر الجاري بعد يوم من تحديد موقع ''أركتيك سي'' وتحريرها من جانب القوات الروسية قبالة سواحل غرب أفريقيا. وطالب بيريز خلال الزيارة موسكو بعدم تزويد إيران بالأسلحة أو أنظمة الدفاع الصاروخية، ومن جانبها نفت السلطات الروسية ادعاءات بأن سفينة الشحن ''أركتيك سي'' كانت تهرب أسلحة. وقال السفير الروسي لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) ديميتري روجوزين، إن ''مزاعم بعض الخبراء العسكريين بأنه كانت هناك صواريخ كروز متجهة إلى إيران مخبأة أسفل شحنة السفينة من نشارة الخشب هي مزاعم وهمية و''سخيفة''. وأضاف أن ''نشر أسطول روسي في البحر الأسود بتكلفة كبيرة لتحرير السفينة المخطوفة كان من أجل البحارة الروس وليست شحنة الأسلحة المفترضة''. وفي نفس السياق، وجهت السلطات الروسية اتهامات رسمية لثمانية أشخاص بتهمة اختطاف ''أركتيك سي''، وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أول أمس أن ''المحققين الروس اتهموا الرجال الثمانية باختطاف البحارة الروس الذين كانوا على متن السفينة بالإضافة إلى القرصنة''. وتضم قائمة المتهمين بحسب التقرير- ليتواني وروسي وثلاثة أشخاص بدون هوية، كما ضمت القائمة أيضا إسبانيا، فيما يتم حاليا التحري عن شخصين آخرين تدور شبهات حول جنسيتيهما.