الدكتور لوط بوناطيرو قلل الدكتور لوط بوناطيرو من شأن سلسلة الفيضانات التي تجتاح ولايات عديدة في البلاد وعواصم ومدنا عالمية أخرى نافيا أن تكون الظاهرة "طارئة" على المنظومة المناخية في الجزائر، وأرجعها إلى ما أسماه "التغيّر الطبيعي في الفصول". * * حيث يخرج فصل الصيف وتظهر بوادر شهر الخريف الذي يشهد بداية تساقط تتزايد أمطاره إلى غاية نهاية فصل الشتاء، وهو التساقط الذي يتسبب في انطلاق النشاط فيضاني الذي يعيشه العالم هذه الأيام. * وأوضح عالم الفلك بوناطيرو بشيء من التفصيل في حديث للشروق أن انقضاء أيام "الصمايم" التي تمتد من 23 جويلية إلى الفاتح من سبتمبر والتي تتميز بنهار ساخن جدا وبليل لطيف يعني بالضرورة دخولنا مرحلة الاعتدال الخريفي بداية من الثاني سبتمبر وهي المرحلة التي نعيش أيامها الآن، وتطبع هذه المرحلة حالة تذبذب شديدة في الجو وعدم استقرار في درجة الحرارة، فتنتقل الحرارة بصورة مفاجئة من درجات مرتفعة جدا إلى درجات منخفضة جدا ويُطلق علماء المناخ على هذه الظاهرة مصطلح "القفزات الحرارية". * ويضيف لوط بأن كل هذا التذبذب في الجو وفي درجات الحرارة ما هو إلا مخاض لولادة فصل الخريف، غير أن هذا المخاض يكون قاسيا في الكثير من البلدان فتظهر فيضانات كبيرة ومدمّرة في بعض الأنحاء في العالم. وهنا يذكّر المتحدّث بالفيضانات التي حدثت أيام عيد الفطر الماضي في غرداية وعنابة وبشار، والتي يقول بأنها حدثت في الفترة نفسها التي تستيقظ فيها الآن، وهو ما يعني أن الأمر يتعلق بظاهرة طبيعية تضرب كل سنة وفي موسم محدّد. * وعن التفسيرات القائلة بأن لظاهرة الاحتباس الحراري علاقة بنشوء الفيضانات، قال بوناطيرو بأن الاحتباس الحراري "زاد الطين بلّة" حيث أنها ساهمت في رفع المعدلات الحرارية التي كنا ندخل بها الفصول، فبعد أن كنا ندخل الخريف بدرجات حرارة منخفضة نسبية تتناسب وطبيعة الفصل، بتنا ندخله بمعدلات حرارة مرتفعة تكاد تقارب درجات حرارة بدايات فصل الصيف، وهنا يقول بوناطير بأن الاحتباس الحراري زاد من حرارة فصل الصيف الذي من المفروض أن يكون باردا دون أن تكون له يد في انطلاق نشاط الفيضانات، وخلُص إلى القول بأن الاحتباس الحراري "غيّر الفصول" في الكرة الأرضية كلها. * وفي التوقّعات قال بوناطيرو بأن أمطارا معتبرة ستتساقط على البلاد أواخر سبتمبر الجاري وطوال شهري أكتوبر ونوفمبر المقبلين، وحرص المتحدّث على توجيه نداء للسلطات المحلية في الولايات والبلديات والدوائر، حيث طالبها باتخاذ التدابير الاحتياطية خلال هذه الأيام قبل أن يدخل الخريف بصفة فعلية والذي يعني دخوله ازدياد النشاط الفيضاني، مَا يهدد حياة الساكنين على ضفاف الوديان الجافة و أولئك الساكنين في أكواخ وبيوت لا تقوى على مقاومة الرياح، حيث يقول بوناطيرو بأن حركة الرياح ستصاحب دخول الخريف وتمتد إلى الشتاء، وتزاوج الرياح مع الفيضانات سيؤدي حتما إلى كوارث مضاعفة. وطالب بوناطيرو السلطات بإجلاء ساكني الأودية والأكواخ والبيوت الهشة، كما حثّ على الضرورة القصوى لصيانة قنوات الصرف الصحي ومجاري المياه الضيقة منها والكبرى لتجنيب المواطنين كوارث أخرى، وهو النداء الذي قال بوناطيرو بشأنه "لقد سئمنا من توجيهه كل سنة للسلطات لكن المآسي تتكرر دوما ولا أحد يتحرّك".