أقامت إيران سدا على نهر الكارون الذي يصب في شط العرب وتغير مجراه الى داخل الاراضي الايرانية مما يعني نقص منسوب المياه في العراق..إنها حرب مائية بكل معنى الكلمة يتعرض لها بلد منكوب يعاني أصلا من نقص في المياه.. * يقول خبراء المياه: ان العراق يسير في طريق فناء في السنوات القادمة اذا لم يستدرك الموضوع بسرعة..فهو لا يتلقى نصف حصصه المائية وفي بعض التقديرات هو لا يتلقى أكثر من ربع حصته، ويتبين من هذا ان العراق سيفقد أكثر من ثلثي أراضيه المزروعة وهي مهددة بالجفاف والملوحة .. ان تركيا ثم ايران وسوريا أسباب حقيقية في المحنة التي يمر بها العراق مائيا وخاصة تركيا التي لديها مشاريع مائية ضخمة على حوض نهر دجلة بعد أن أقامت سدودا على حوض نهر الفرات وكذلك ايران التي استنفذت كل الانهار التي تصب في نهر دجلة.. * من الناحية السياسية فإن تركيا حكومة تحاول التقرب من العرب وفي ايران كذلك كلام كثير على المناداة بعلاقات الاخوة مع العرب والمسلمين .. ولكن الامتحان الصعب الآن هل تمر تركيا وايران لدوريهما الإقليميين على جثة بلد كبير كالعراق هذا للاسف مايبدو الآن من تعامل البلدين مع أزمة العراق المائية ..ان ..ان الحل البديل هو حل تشارك فيه دول الاقليم..ان القطاع الزراعي في العراق تعرض لضربات قوية ومؤذية في السنوات السابقة لكن الضربة القاسمة تهدد خصوبة أرض الرافدين حيث سوف تختفي الزراعة نهائيا من العراق، فأرض العراق لا تستفيد من المياه للارواء فقط فهي تستفيد من المياه ضد الملوحة التي تهدد أرض الرافدين لذلك ستتحول أرض العراق الى صحراء لا فائدة فيها بعد قليل من السنوات .. ليس فقط الزراعة بل وقطاع صيد الاسماك يتعرض الى كارثة بعد ان جفت مياه شط العرب وتلوثت مياهه بسبب النفايات التي تلقي بها ايران على ضفته الاخرى.. هذا الكابوس الذي يتحقق أمام العراقيين .. * وكأن قتل اكثر من اربعة ملايين وتهجير أكثر من خمسة ملايين عراقي خلال عشرين سنة لا يكفي في ايذاء العراق وتحجيم دوره .. لقد استخدموا كل وسائلهم لتصفية وجود العراق عن الخريطة الجغرافية والسياسية فمنذ العدوان الثلاثيني على العراق في 15 يناير 1991 والحرب تفتح كل يوم أبوابا جديدة تستهدف الحياة بكل عناصرها في العراق..فهل تكون حرب المياه آخر فصول الحرب على العراق حيث سيضطر العراقيون الى النزوح من العراق او الموت عطشا.. ولايبقى فيه الا شركات النفط الاجنبية وعملاؤها وهكذا يطوون ملف العراق !!..