مساعد الأمين العام بمنظمة السلم والرعاية في طرابلس للشروق: "ما تفعله ليبيا تدخّل مشروع لحماية أمنها القومي" أعدادهم تتزايد سنة بعد أخرى، خصوصا بعد غلق الحدود مع الجارة المغرب، حيث غيّر هؤلاء وجهة سفرهم من مملكة الحشيش كما يحلو للبعض تسميتها في مغنية، نحو الجماهيرية العظمى، حيث تسكن شعارات القومية والوحدة العربية والتكتلات الإفريقية..كانوا يبحثون عن تحقيق أحلامهم الوردية بالعمل والمال والسكن، قبل أن تتحول تلك الأحلام إلى كوابيس، وكل الآمال إلى آلام وجميع الطموحات إلى مشاريع انكسار كبير، ومثخنة بالجروح التي لا تندمل؟! * إنهم الجزائريون الذين فضلوا التحرك من غرب البلاد نحو شرقها لعبور الحدود، أو الهبوط نحو ليبيا في حلم وردي تحول بالنسبة للكثير منهم إلى كابوس، علما أن الكثير من هؤلاء كانوا إمّا بطالين، لا يجدون عملا في ولايات غرب البلاد، وخصوصا في تلمسان وبشار وبلعباس، أو أنهم كانوا من أصحاب المداخيل الضعيفة وشبه المنعدمة..يقول لنا أحدهم، وهو سائق طاكسي يعمل على الخط الرابط بين العاصمة ووهران "أنا لم أكن أفكر يوما بالتوجه نحو ليبيا، إلى غاية ما سئمت فيه من نقص العمل وكثرة المصاريف، وتشكلت لدي الرغبة بالسفر، في ظل سماعي لحكايات العديد من الزبائن الذين كنت أقلهم، فهم أخبروني أن العقيد في الجماهيرية العظمي انفتح على الجزائريين بشكل كبير وأوصى بهم خيرا، إلى درجة أن العديد من المواطنين هناك تركوا بيوتهم للأجانب مفتوحة، دون أن يغلقوها، وأصبح بوسع العديد منا دخولها بدون استئذان، طالما أننا استأذنا القائد الليبي ومنحنا هذا الأخير ضوء أخضر"؟! * يخبرنا سائق الطاكسي الذي عاد بعدما دخل في خلاف مع شريكه الليبي حول أحد المشاريع، بعدما أفلس هناك، أنه كان يقرأ العديد من اللافتات التي تم تعليقها في الشارع، وخصوصا بالأحياء الفقيرة والشعبية، تقول بصريح العبارة.. "أن كل بيوت الليبيين هي بيوت إخوانهم العرب والأفارقة، دون استئذان ولا حتى دفع مصاريف أو تكاليف زائدة، مهما كان نوعها"؟! * "الوضع كان شبيها بجنّة فوق الأرض" لكن تغير الأمور في السنوات الأخيرة، جعل الوضع ينقلب إلى كابوس مفاجئ، فالجزائريون أصبحوا في نظر اللبيبين مشاريع انتحاريين أو إرهابيين "..أخبرنا صيدلي يقطن بوهران، كان في زيارة أخيرة للعاصمة الليبية طرابلس. الصيدلي المدعو "ض. أ" قال لنا إنه بمجرد النزول في المطار، تفاجأ بالشرطة هناك تطالبه بنزع حذاءيه والمشي مسافة ليس بالقصيرة حافيا على الأقدام، وكان الأمر مطبقا تحديدا على الجزائريين، وبلا استثناء، رجالا ونساء؟! * الصيدلي الذي اعتبر نفسه شاهد عيان على المهزلة، قال أثناء زيارته لمكتب الشروق في وهران، إنه "لا يفهم سر صمت السلطات الجزائرية الرسمية عن هذه الاهانات المستمرة لمواطنيها، فنحن نتعرض في ليبيا إلى أشد وأقسى مما تعرض له العرب المسلمون في أمريكا بعد 11 سبتمبر"؟! * قبل سنوات قليلة، وتحديدا في نهاية التسعينيات، أوقف العديد من الجزائريين القاطنين في غرب البلاد رحلاتهم نحو ليبيا، أو الفردوس العربي خوفا من توريطهم في مشاكل، لا أول لها ولا آخر، مثل قضايا المخدرات والإجرام، كما أن تلك الرحلات تقلصت، بفعل تخوف المسافرين نحو ليبيا من الإصابة بداء الجرب وغيرها من الأمراض الجلدية الخطيرة التي قيل إن العدوى سهلة الإصابة بها، نتيجة نقص الرقابة الطبية على الداخلين والخارجين من الجماهيرية العظمى؟! * لكن السيد جمال المبروك الغرابلي، وهو الأمين العام المساعد للمنظمة العالمية للسلم والرعاية والإغاثة، ومقرها طرابلس، قال للشروق إن "لا شيء من كل ذلك حصل، وما يشاع ويقال عن احتقار ضيوف الجماهيرية أمر غير صحيح، ويدخل في إطار الحملة المغرضة التي تشنها بعض الدوائر ضد ليبيا منذ سنوات". * وحسب السيد الغرابلي، الذي كان يرد على أسئلتنا بتحفظ، في اتصال معه، أن "الجماهيرية فتحت أبوابها للتحقيق والتأكد من صحة ما يقال عن أوضاع سيئة للمساجين غير الليبيين، وفعلا، فقد تم التدخل في بعض الحالات التي أثبتها التحقيق، لكن ماذا تنتظرون من السلطات هنا أن تفعل لحماية أمنها؟ هل تبقى تتفرج؟ كان لابد علينا أن نتحرك لحماية أمننا من خلال إبراز أهمية الدولة وتقوية مجالات تدخلها القانوني والمشروع في حماية المواطنين أيضا، وهو ما يفسر تشديد الإجراءات الأمنية في السنوات الأخيرة" حسب المتحدث ذاته.