الرئيس بوتفليقة رفقة الملك محمد السادس مرة أخرى يختار "جلالة الملك" التطاول والتحامل على الجزائر، بتلفيقات وخزعبلات ديبلوماسية خاوية ولا محل لها من إعراب حسن الجوار، وقد تناسى محمد السادس الأسباب والخلفيات التي أغلقت الحدود البرية بين المغرب والجزائر، وتجاهل التصرفات "الحمقاء" والإنفرادية التي فرملت تطوير العلاقات بين المملكة والجمهورية. * وقد أكد الرئيس بوتفليقة خلال عهدته الأولى، في رده على تظلمات مجموعة من الشباب تجاه "تجاوزات" المغاربة وبعض الأشقاء: "كفانا استيراد فناجل مريم وقش بخة من المغرب"، وطمأن الشباب الجزائري بالقول: "إحنا ألي أنمدوا الطرايح"، وهي الرسائل المشفرة التي جاءت ردا على المعاملات التي تبنتها السلطات المغربية في وقت سابق مع الجزائريين الذين كانوا يدخلون الأراضي المغربية بغرض التجارة. * واليوم، بعد أن ضاق المغرب مرارة غلق الحدود البرية حيث "انقطعت أرزاق" المغرب من الجزائر، يريد الملك محمد السادس أو كما يسمى "أمير المؤمنين"، فتح الحدود "رسميا"، مثلما تم غلقها رسميا وعلنيا في العام 1994، من أجل إنعاش سوق التجارة والإقتصاد المغربي..لكن رغم غلق الحدود، أثبتت التحقيقات والشهادات ونشاطات مصالح الأمن الجزائرية، أن المغرب مازال يصدر سمومه ومخدراته نحو الجزائر، ومازال يفتح أراضيه لفرار واحتماء الإرهابيين كلما نفذوا اعتداء إجراميا بالجزائر، ومازال أيضا بوابة لعصابات التهريب، وبالمقابل، مازالت المملكة "تحلب" خيرات الجزائريين عن طريق التهريب والممارسات غير القانونية وغير الشرعية. * ولأن الجزائر تدرك حقيقة غلق الحدود وخلفيات مطالبة المغرب بفتحها، فإنها لا تنتظر "نصائح وإرشادات" الملك أو غيره من حاشية ومسؤولي البلاط والمخزن، من أجل مراجعة قرار الغلق من الفتح، في وقت تؤكد إلحاحات ورجاءات الجانب المغربي، برأي مراقبين، "أن في الأمر إن وأخواتها"، وأن رغبة المملكة المغربية في إعادة فتح الحدود ينبع من أهداف خفية، لا يمكن دسها أو تلوينها بمساحيق مزيفة لتغيير وجهها الحقيقي. * ويرى مراقبون أن الخرجة الجديدة لملك المغرب، في مناسبة "المسيرة الخضراء"، تعكس إنزعاجه من الموقف الأخير للجنة تصفية الاستعمار الأممية، التي دعت إلى تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره بكل حرية وشفافية، ومواصلة المفاوضات مع جبهة البوليزاريو، وهو ما يكون قد أغضب المغرب وملكه بعد انتصار مقترحات الجزائر وفشل الديبلوماسية المغربية، في مهمة ترقيع منطق الإفلاس وتبرير النزعة الاستعمارية للرأي العام الدولي!. * وجاء تحامل وتطاول الملك المغربي على الجزائر، ليدفع مراقبين إلى تزامن هذه الحركة الإستعراضية بقضية السائحين النمساويين اللذين تم "تحريرهما" في ظروف غامضة، حيث لا يستبعد مراقبون أن يكون هدف الملك استغلال "الفتور" بين ليبيا ومالي من جهة والجزائر من جهة أخرى، بسبب الفدية المدفوعة لتنظيم "الجماعة السلفية"، وذلك في محاولة فاشلة لليّ ذراع الجزائر والإضعاف من مواقفها!. * ويبدو أن المغرب بعدما كانت حدوده مفتوحة على مصراعيها للإرهابيين لعدة سنوات، تريدها المملكة فيما يبدو الآن مفتوحة للمهربين والحشاشين..لكن بطريقة رسمية وبتأشيرة مزدوجة بين "الجارتين" الجزائر والمغرب ولما لا إلغاء الرسوم الضريبية والجمركية على هؤلاء الخارجين على القانون!.