هددت طهران أمس الاثنين أنها ستلجأ إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة عشرين بالمائة إذا لم تتلقَّ ردا على رسائلها المتعددة للوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى يوم الأربعاء القادم. وأكد علي أكبر صالحي نائب الرئيس الإيراني لشؤون الطاقة الذرية أن إيران تنتظر الرد على طلبها من الغرب والوكالة الدولية لتزويدها بوقود نووي لتشغيل مفاعل طهران للأبحاث الطبية، وإلا فإن حكومتها ستبحث الأربعاء إنتاجه في منشآتها، مشيرا إلى أن إيران لديها القدرة على تخصيب اليورانيوم بنسبة عشرين بالمائة. إلى ذلك، قال البيت الأبيض أن إعلان إيران اعتزامها التوسع في نشاطها النووي يمثل انتهاكا خطيرا لالتزامات طهران الدولية، وهو دليل آخر على عزلة إيران. وقال روبرت غيبز المتحدث باسم البيت الأبيض: إن الوقت بدأ ينفذ على فرصة إيران لتبديد مخاوف المجتمع الدولي. وكان التلفزيون الإيراني أعلن أن الرئيس محمود أحمدي نجاد صادق على خطة لبناء عشر محطات جديدة لتخصيب اليورانيوم. وفي سياق متصل، تعهد وزير الطاقة الروسي سيرجي شماتكو بسرعة استكمال مفاعل بوشهر النووي دون تحديد لبدء العمل فيه، ويأتي ذلك بعد أسبوعين من إعلان سابق لموسكو عن تأجيل بإنجاز المشروع. ورفض شماتكو الذي زار طهران وأجرى محادثات مع وزيري الخارجية والطاقة التعليق على إعلان طهران عن خطط لبناء عشر محطات جديدة لتخصيب اليورانيوم، مكتفيا بالقول أن مفاعل بوشهر لبى كل شروط الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقبل ذلك حذر رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني من أن طهران قد تخفض إلى حد كبير تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مندداً بقرار الوكالة الذي يدين طهران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. وطالب 226 نائباً الحكومة بتقديم خطة سريعة لخفض مستوى تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وجاء في البيان الذي نشرته وسائل الاعلام المحلية: أنه نظراً الى التعامل العدائي لدول مجموعة (1+5) فإن النواب يطلبون من الحكومة تقديم خطتها ومشروعها المتعلق بخفض تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية سريعاً إلى لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان. وأضاف البيان أن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية تبنى هذا القرار السياسي الذي يفتقر الى الإجماع في الوقت الذي أكد فيه المدير العام للوكالة الدولية محمد البرادعي في تقريره الاخير سلمية أنشطة إيران النووية. وأكد النواب في بيانهم استمرار أنشطة بلادهم النووية دون توقف، داعين في الوقت نفسه الوكالة الدولية ومجلس المحافظين إلى نبذ تعاملهما المزدوج والسياسي الذي يضر بسمعتهما. يُذكر أن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعتمد أخيراً مشروع قرار يطالب إيران بوقف بناء منشأة (قم) المخصصة لتخصيب اليورانيوم جنوب العاصمة الإيرانيةطهران والتي كشف عنها في الآونة الأخيرة.