إنهم لا يعملون.. لا يدرسون ولا يمارسون الرياضة فماذا يفعلون.. كيف يقضي المسنون يومهم أين يذهبون وماذا يصنعون، لماذا يفكر 60 بالمائة من نزلاء دور العجزة في الانتحار، ولماذا يلازم الاكتئاب 40 بالمائة من المسنين ويجتاح داء الخرف أزيد من 100 ألف عجوز.. إنه »الفراغ« الشبح الذي يخيّم على حياة العجزة ويحوّلهم إلى أجساد بلا روح. * دعت رئيسة الجمعية الوطنية للشيخوخة المسعفة "إحسان"، السيدة سعاد شيخي، إلى ضرورة استحداث مراكز ومرافق خاصة بالمسنين تمكّنهم من التعلم والتنزّه وممارسة مختلف النشاطات التي تمكنهم من الإحساس بالإيجابية. يأتي هذا المطلب بعد المسح الذي قامت به الجمعية في دور العجزة، حيث كشفت أن ما يزيد عن 60 بالمائة من المسنين القابعين في دور العجزة يفكرون في الانتحار بسبب حالة الفراغ التي انجر عنها الإحساس بالاكتئاب والعجز والخذلان. * ودعت المتحدثة إلى ضرورة القيام بحملات تحسيسية قصد تسجيل المسنين في مراكز محو الأمية لتمكينهم من تعلم القراءة والكتابة التي تساعدهم فيما بعد على المطالعة وقراءة القرآن بدل قضاء أوقات الفراغ في لعب الدومينو والجلوس الطويل على قارعة الطريق. وشددت المتحدثة على ضرورة تشجيع الجمعيات الناشطة في مجال رعاية المسنين التي يعول عليها في برمجة نشاطات دورية تمكن هذه الشريحة من الاستمتاع بالحياة بدل الركون في زوايا مظلمة وانتظار الموت. * وعن الحالة النفسية للمسنين، أكد الدكتور قادري كمال مختص في الاستشفاء المنزلي بمستشفى بئر طرارية بالعاصمة، أن الأمراض المزمنة والضغوط النفسية تعتبر سبب وفيات 80 بالمائة من المسنين بالجزائر بسبب الوضعية المزرية التي تعايشها هذه الشريحة من حيث الجانبان النفسي والمادي. ودعا المتحدث إلى ضرورة توسيع ظاهرة الاستشفاء المنزلي الذي بدأ اعتماده سنة 2003 من وزارة الصحة واستفاد منه ما يقارب 12 ألف مسن على مستوى مستشفى بئر طرارية فقط. * وفيما يخص بعض الأرقام المتعلقة بالمسنين في الجزائر، فستبلغ نسبتهم 20 بالمائة سنة 2030، كما يعتبر 83 بالمائة منهم أميون و27 بالمائة منهم يعانون من مختلف الأمراض المزمنة على غرار مرض السكري الذي يهدد 12 بالمائة من المسنين في الجزائر ومرض الروماتيزم الذي أصاب أزيد من 24 بالمائة، بينما يعاني 100 ألف مسن من ضعف البصر و160 ألف من سوء التغذية.