لقطة من مسلسل يوسف عليه السلام تحول المسلسل التلفزيوني الرائع في جوانبه الفنية "يوسف" إلى ظاهرة حقيقية بالرغم من أنه لا يبث إلا في قنوات معروف عنها أنها تابعة للشيعة مثل "المنار" و"الكوثر" و"البداية"، وهي عموما لا تجلب الكثير من المشاهدين العرب والجزائريين بالخصوص.. * ورغم أن المسلسل أثار ضجة "تحريم" شنها علماء سنيين من المملكة السعودية قالوا إن تمثيل "نبي" من المحرمات إلا أن هذا التحريم كان إشهارا للمسلسل الذي لم يسبق للجزائريين أن تابعوا في الآونة الأخيرة مسلسلات بهذا الشغف منذ مسلسلات "كاسندرا" المكسيكية و"نور" التركية. * وكان الإيرانيون قد أثاروا عالم الفن بمسلسل السيدة "مريم" ثم "سيدنا يوسف" الذي مص من جهدهم مالا يقل عن ثلاث سنوات كاملة فجاء تحفة فنية نادرة.. وبرغم الإنتقادات الشديدة والفتوى والفتوى المضادة فإن ما يؤخذ على الإيرانيين والشيعة بالخصوص أن مسلسلاتهم الخاصة بفجر الاسلام وأحداث كربلاء لا تقوم بتشخيص آل البيت من علي بن أبي طالب إلى المهدي مرورا بالحسنين وجعفر الصادق وزين العابدين، ومعلوم أن المخرج السوري الراحل مصطفى العقاد عام 1976 عندما أبدع فيلم "الرسالة" كان ينوي في البداية تشخيص الصحابة مثل علي بن أبي طالب وأبو بكر وعثمان وعمر بن الخطاب ولكن شيعة لبنان ومنهم المختفي "موسى الصدر" رفضوا تصوير السيدي علي بن أبي طالب فقام مصطفى العقاد بإلحاق منع التشخيص على كل الخلفاء الراشدين وهم أبو بكر وعمر وعثمان رغم أن تشخيصه لعم النبي حمزة وهو من آل البيت كان من المفروض منعه بسبب قيمة الشهيد حمزة.. والسؤال الذي طرحه علماء السنة الذين انتقدوا مسلسل "يوسف" هو لماذا لا يتم تشخيص علي وهو صحابي ويتم تشخيص نبي وقال بعضهم صراحة إن الشيعة يضعون آل البيت في مكانة أعلى من الأنبياء! * الغريب أن في إيران والعراق وحتى في لبنان يتم تداول صورة يقال إنها لعلي بن أبي طالب ويرفعونها أثناء زياراتهم لكربلاء.. وبالرغم من هذا الجدل حول مسلسل إيراني مابين فريقين لا يبدو أنهما سيلتقيان على كلمة واحدة إلى يوم الدين وهما "السلفيون والشيعة" إلا أن مسلسل يوسف هو فعلا ظاهرة وتكمن قوته في متقمص دور النبي يوسف وفي اخراجه إضافة إلى روعة القصة القرآنية التي فيها من كل شيء بما في ذلك الغراميات التي استهوت المتتبعات، وقد استغلت قناة الكوثر المتابعة القوية لأهل السنة للمسلسل فبادرت إلى إرسال عدة برقيات مشفرة للمشاهدين في الوقت الذي قدم أهل السنة فيلما ناجحا واحدا منذ 33 سنة وفقط.