نحن مع اليمن ومع وحدة اليمن وضد كل من يحاول زعزعة استقراره، لأننا ندرك أي خطر داهم سيحل بالإقليم إن انهار اليمن وتقسمت قبائله ومذاهبه.. نحن ندرك أن الخطر الصهيوني داهم على خليج عدن والبحر الأحمر وباب المندب.. وندرك تماما أن انهيار اليمن يعني انهيار الدولة العربية الوحيدة في الجزيرة التي كان يمكن أن تشكل قاعدة تنوير ووعي في جزيرة العرب. * * لكن لوقوفنا هذا حدود، فعندما تصبح وحدة اليمن يعني قتله ويعني أن تشن الطائرات من السعودية عمليات قصفها لليمنيين في صعدة، وعندما تزحف جيوش القوات المسلحة اليمنية على الجبال تقتل وتشرد، ويصبح عدد النازحين بمئات الآلاف وعندما تقوم الشرطة وأجهزة القمع لكبت الجنوبيين والزج بأحرارهم في السجون، وعندما يصبح الضالع مسرح عمليات لقتل المواطنين فإن ذلك يعني بوضوح اننا امام كارثة تتم باسم الدولة ووحدة الدولة. * نحن نعرف ان الرئيس اليمني أخذ الموافقة من أصدقاء إقليميين تحصلوا له على موافقة من الكبار الدوليين وإلا لما كان يمكن ان تسكت عنه المؤسسات الدولية او القيادات السياسية الغربية.. عندما حصلت تجاوزات في الانتخابات الإيرانية كما يدعي البعض كل قادة أوروبا اعلنوا عن شجبهم للممارسة الرسمية في ايران ونددوا بهتك حقوق الانسان الذي يتم هناك.. ووطنوا لأنفسهم مكانا في خريطة الوعي السياسي انهم هم حماة الديمقراطية وحقوق الانسان والحريات العامة.. فلماذا هذا السكوت على قتل وتدمير وقمع الناس في اليمن. * اين جامعة الدول العربية اين مصر والشام والمغرب العربي؟ اين العرب من مذبحة تعصف باليمن؟ اين كل صوت حر وشريف.. وان كان الوقت ليس وقت تحميل المسؤوليات، الا انه وقت القيام بالواجب حفاظا على شعب عربي مسلم كريم وعلى ارض عربية عزيزة يراد لها ان تكون قواعد إمداد للأساطيل الغربية. * ان ما يجري في اكثر من مكان في اليمن يعني بأن البلد قد تفسخ وانتهى، ويعني كذلك ان تجربة الوحدة الوحيدة التي حصلت في هذا الزمن قد فشلت بالقوة كما فشلت قبلها وحدة سوريا ومصر، لكن الخطورة اليوم ان الفشل يلحق بوحدة قطر واحد وليس بالوحدة بين قطرين. * الفساد الإداري في جهاز الحكم وتحول النظام الى وراثي واستشراء كل أنواع المفاسد والهدر للمال العام واستغفال الشعوب وتهميش الجنوب، كل ذلك ملأ القلوب حقدا وشرا.. فهل لايزال متسع للإصلاح..ن تمنى ذلك ولا نتوقعه.