كشفت مصادر مطلعة أن زيارة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى الأردن ثم مصر، تأتي على خلفية تعاظم القلق اليمني مما يلوح في الأفق من مخطط أمريكي- أوروبي يستهدف تدويل البحر الأحمر. وأضافت المصادر أن صالح يحاول أن يستنفر الزعماء لمواجهة مؤامرة تدويل البحر الأحمر ، لذا فقد عقد في عمان والقاهرة لقائين منفصلين مع الملك عبد الله بن الحسين، والمسئولين المصريين، وبحضور كبار القيادات الأمنية. وذكرت مصادر يمنية أن المحادثات مع الجانبين تركزت على القلق اليمني المترتب عن تكثيف التواجد العسكري الأجنبي المتعدد الجنسيات في المنفذ الجنوبي للبحر الأحمر، ومخاطر ذلك على الأمن القومي العربي، وهواجس اليمن بأن ذلك يمثل مقدمة لتمرير مشروع تدويل مياه البحر الأحمر، الذي سبق أن اقترحه إسرائيل قبل سنوات، وقوبل برفض عربي شديد في حينها. وقالت المصادر إن الرئيس صالح يضع على أجندته مع الزعيمين الأردني والمصري مقترحات لمواجهة الأزمة، كان قد تم التشاور عليها مع الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية خلال زيارة قام بها للمملكة مؤخراً. وتأتي الجهود اليمنية في إطار تنسيق الموقف العربي للدول المطلة على البحر الأحمر في مواجهة أي تداعيات دولية محتمله، تتخذ من مواجهة القرصنة البحرية ذريعة لتدويل البحر الأحمر، ومضيق باب المندب والجزر المحيطة به. يشار إلى أن الدول المطلة على البحر الأحمر عددها تسع وهي: مصر والسودان وإريتريا وجيبوتي واليمن والسعودية والأردن وإسرائيل. وكان وزير الخارجية الإريتري عثمان صالح والذي تطبع بلاده علاقاتها مع إسرائيل وتمنحها قاعدة أمنية في "دهلك" قد مهد لمشروع التدويل بتصريحات أطلقها منتصف يوليو الماضي، وكشف فيها أن بلاده تقدمت بمقترح "إستراتيجية خاصة بأمن البحر الأحمر تشارك فيها جميع الدول المطلة عليه وعلي رأسها مصر والسعودية"، مذكرا بأن أسمرة "طرحت موقفها من هذا الأمر وتنتظر مواقف الدول الأخرى". وتبني إسرائيل مشروعها لتدويل البحر الأحمر على حقيقة كونها لا تمتلك سوى عدة أميال في "إيلات" علي شاطئ البحر, لا تتيح لها ممارسة سياسة قوة بحرية, أو حتى تأمين خطوط إمداد معقولة لوحداتها في البحر الأحمر. وتعاظم القلق الإسرائيلي بعد حرب جوان 1967م, وقيام مصر بإغلاق قناة السويس لسنوات طويلة تالية, ثم حرب السادس من أكتوبر1973م وقيام اليمن بإغلاق مضيق باب المندب. ومهدت إسرائيل لهذه الخطوة في 24 أوت 1980م بوضع حجر الأساس لمشروع حفر قناة "البحرين"، التي تصل بين البحر الأحمر والبحر الميت كخطوة أولى نحو إنشاء الجزء الثاني من القناة التي ستسير غرباً لتصل إلى البحر المتوسط عند منطقة حيفا. وتمهيداً للخطوة التالية، فقد بدأت أيادٍ خفية تحرك أحداث المنطقة باتجاه الاشتعال ، فانهار السلام في الصومال، وتحركت أرتيريا لتفجير مشاكل مع جيبوتي من جهة، ومع إثيوبيا من جهة ثانية، ثم اليمن من جهة ثالثة بسلسلة عمليات قرصنة يومية على زوارق الصيد اليمنية، في نفس الوقت الذي تأججت مشكلة السودان في دارفور، وظهرت تدخلات دولية جلية بشئون المنطقة. وفوجئت دول المنطقة بانهيار الأمن الملاحي واستعار أعمال القرصنة البحرية على السفن التجارية المختلفة، وظهور ملامح المخطط الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة بالتعاون مع فرنسا التي آلت إليها رئاسة الاتحاد الأوروبي. رويتر