التقى مساء أول أمس بمتحف الفن الحديث والمعاصر في العاصمة مثقفون من جميع التوجهات وفي مجالات إبداعية شتى، حول ذكرى عملاق الشعر العربي محمود درويش، الذي عودنا حاضرا وغائبا على تذويب كل الخلافات السياسية والأيديولوجيا بين البشر حول قضية عليا اسمها فلسطين. * أعطت وزيرة الثقافة خليدة تومي، بال "ماما" في شارع العربي بن مهيدي، وبحضور كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال، عز الدين ميهوبي، وعدد كبير من المثقفين والمبدعين، إشارة انطلاق فعاليات "محمود درويش.. حياة في الشعر" التي تختتم اليوم، والتي تنظمها الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي. * انطلقت التظاهرة بافتتاح معرض يحمل عنوان "أمة في المنفى" للفنان الجزائري رشيد القريشي الذي، وعلى امتداد شهر كامل، يقترح على زواره زواجا جميلا بين الخط العربي الأنيق وشعر صديقه درويش، وهو معرض سبق وأن حط الرحال مجزءا عام 1995 بالأردن، ويستقبل كاملا لأول مرة في الجزائر. * واستمرت "حياة في الشعر" أمس الجمعة في دار عبد اللطيف بقراءة مختارة من أعمال صاحب رائعة "مديح الظل العالي" على أنغام العود، وبحفل نشطه الفنان الفلسطيني منعم عدوان بقاعة ابن زيدون. وينتظر أن يحتضن متحف الفن الحديث والمعاصر اليوم فعاليات ملتقى دولي حول مقاربة أعمال محمود درويش، التي تتوّزع على ثلاث لقاءات هي: الأعمال والحياة والترجمة والشعر، تنشطها أسماء جزائرية وعربية وأجنبية كبيرة يأتي على رأسها رشيد بوجدرة ورشيد القريشي من الجزائر ومحمد بنيس من المغرب وبرايتن بريتنباخ من إفريقيا الجنوبية ونجوان درويش وإلياس صنبر من فلسطين وفرنشيسكا كوراو من إيطاليا وفاروق مردم باي من فرنسا وعباس بيضون من لبنان. * وعلى هامش انطلاق التظاهرة لم يخف أحد الدبلوماسيين العرب المعتمدين في الجزائر إعجابه بالمبادرة حين قال في تصريح ل "الشروق": "أغلب العواصم العربية نست محمود درويش أو تكاد تنساه إلا الجزائر بقيت تتعاطى معه وكأنه ما زال حيا يرزق".