أبدت الدول الغربية المعنية بالملف النووي الإيراني تفاؤلها بالمباحثات التي أجرتها مع طهران الخميس في جنيف. فقد اعتبرها الرئيس الأمريكي باراك أوباما "بداية بناءة"، رغم أنه لوح مجددا بسلاح العقوبات في حال أن لم تستتبع المفاوضات بإجراءات "ملموسة" وسريعة تعطي الأسرة الدولية ضمانة بأن برنامج إيران النووي لا يشكل غطاء لحيازة قنبلة ذرية * * وبدورها ألمانيا التي شاركت في المفاوضات إلى جانب الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وصفت مفاوضات الخميس بأنها "خطوة أولى". ونفس الموقف أبدته فرنسا، حيث أشارت إلى وصف المباحثات بأنها "خطوة في الاتجاه الصحيح"، لكنها تنتظر تقويم نتائجها "استنادا إلى الوقائع" وفق ما أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو. * وأسفرت محادثات استمرت سبع ساعات ونصف بين المفاوض الإيراني سعيد جليلي والممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا، عن جملة من النتائج من بينها الاتفاق على مواصلة اللقاءات بين الطرفين خلال الأيام المقبلة لبحث المرحلة التالية. كما وافقت إيران خلال مباحثات جنيف على السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة منشأة لتخصيب اليورانيوم كشفت مؤخرا عن بنائها قرب مدينة قم بوسط إيران. ومن المقرر أن يحل اليوم السبت في طهران المدير العام للوكالة محمد البرادعي. ومن جهة أخرى، وافقت طهران مبدئيا على إرسال القسم الأكبر من مخزونها المعلن من اليورانيوم المخصب إلى روسيا لتحويله إلى وقود لمفاعل صغير في طهران يستخدم لأغراض طبية. وأوضح مسؤول أمريكي للصحافيين في جنيف انه بموجب هذا الاتفاق المبدئي، سوف ترسل إيران القسم الأكبر من مخزونها المعلن من اليورانيوم المخصب بنسبة متدنية تقارب 3.5٪ إلى روسيا، حيث يستكمل تخصيبه بنسبة 19.75٪ وهي نسبة لاتزال بعيدة جدا عن النسبة المطلوبة للاستخدام العسكري. وبحسب المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه، فإن فنيين فرنسيين سيقومون بعدها بتحويل اليورانيوم المخصب في روسيا إلى قضبان وقود ترسل إلى إيران لإمداد المفاعل الذي تقول إيران انه سينفد من الوقود في غضون 12 أو 18 شهرا. وقال المسؤول أن المكسب المحتمل من هذا الاتفاق في حال تنفيذه هو انه سيخفض إلى حد بعيد مخزون إيران من اليورانيوم المنخفض التخصيب الذي يشكل بحد ذاته مصدر قلق في الشرق الأوسط وفي أماكن أخرى من العالم.