لم يوفق الشيخ يوسف القرضاوي في تحديد موقف واضح من الاعتداءات السافرة التي تعرض لها الأنصار الجزائريون ومنتخبهم في القاهرة. * فبعد عودته من الصين أبرق القرضاوي أمس ببيان انحاز فيه بطريقة واضحة للجانب المصري، حيث سجل القرضاوي استياءه مما وصفه اعتداءات الجزائريين على المواطنين المصريين في الجزائر وتخريب المنشآت المصرية، واستند القرضاوي إلى قوله أنه »سمع وقيل له وتواتر اليه من أخبار«، مما يعني أنه وقع ضحية تضليل كبير من طرف المصريين المحيطين به، خاصة وأنه لم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى الاعتداءات الخطيرة والمسجلة التي تعرض لها المنتخب الجزائري في القاهرة والإصابات الخطيرة التي حدثت لمئات الأنصار الجزائريين على يد متعصبين مصريين وعلى يد الشرطة المصرية أيضا، وراح الشيخ القرضاوي يذكر الجزائريين بالمساعدات التي قدمها لهم المصريون دون أن يشير مرة ثانية لفضل الجزائر على المصريين، والغريب أن الشيخ القرضاوي راح ينصح الشعب الجزائري بالهدوء والتعقل، وكأنه هو الجاني في معركة دامية بدأها وأنهاها المصريون على المكشوف، وتأخر الشيخ القرضاوي كثيرا في الدعوة إلى التعقل التي كان ينتظرها الجزائريون قبل وقوع اعتداءات القاهرة في حق الجزائريين وبشكل بشع وحقير، ورغم كونه كان في زيارة طويلة إلى الصين، إلا أن الشروق كانت قد اتصلت به وأرسلت له استفسارات واضحة، وطلب للتدخل العاجل، لكنه رفض التدخل ورفض مستشاره الأستاذ وليد، التفهم بحجة أن الأمر لا يستدعي تدخل الشيخ، وعندما وقعت الواقعة واعتدى المصريون بعنف على الجزائريين، تدخل الشيخ بطريقة تؤكد أنه وقع ضحية تعتيم وتضليل من طرف المستشارين المصريين المحيطين به، وراح يدعو الجزائريين للتعقل، وهو ما يؤكد أن مستشاريه المصريين ربما بدأوا يشحنونه ضد الشعب الجزائري الذي كان يحبه ويعشقه حتى النخاع.