سربت جهات مصرية مجهولة، أمس، رسالة منسوبة إلى الشيخ الداعية يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، تنسب إليه اتهامه للجزائر بالوقوف وراء الفتنة، التي أحدثتها المباراة الكروية بين الجزائر ومصر. وكانت تلك الرسالة المجهولة المصدر، قد نسبت للشيخ القرضاوي قوله أن الجزائر كانت سببا في ما يحدث من فتنة بين الشعبين الجزائري والمصري، مضيفة أن الشيخ الداعية ألقى باللائمة كلها على السلطات الجزائرية منتقدا تعاطيها مع قضية الشحن "المبالغ فيه" تجاه المباراة الكروية بين المنتخبين المصري والجزائري. وقد تبين من خلال تحري "النهار" في الموضوع، أنه لا علاقة للقرضاوي بموضوع الرسالة المنسوبة إليه، وأنه لم يدل على الإطلاق بتلك الاتهامات لا بشكل شفاهي أو مكتوب، كما أن موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت لم يتطرق على الإطلاق للموضوع. وجاءت هذه المحاولة الهادفة إلى تسميم العلاقة الأخوية التي تجمع الشيخ الداعية القرضاوي حفظه الله بالجزائر شعبا وقيادة ، وخاصة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بالتزامن مع محاولة النظام المصري الزج بمؤسسة الأزهر الشريف في قضية الاحتقان الكروي السائد بين الجزائر ومصر هذه الأيام، حيث أصدر الأزهر أمس فتوى حرم فيها التعصب لكرة القدم، وهي الفتوى التي كان من الممكن أن يُنظر إليها على أنها دينية بحتة وهدفها الإصلاح لا غير لو أنها صدرت قبل أسبوع، وتحديدا قبل المباراة التي اجريت في ملعب القاهرة، أين تعرض على هامشها لاعبو المنتخب الجزائري وعدد كبير من الجزائريين لإهانات واعتداءات بالجملة من طرف مصريين متعصبين. ويعرف عن الشسيخ القرضاوي علاقة الاكثر من جيدة مع الجزائر والجزائريين، حيث أنها استضافته خلال سنوات مضت، عندما كان غير مرغوب فيه في مصر برغبة عليا من السلطات المصرية، كما كان للقرضاوي دور كبير في إقناع عدد من الإرهابيين في الجزائر بالاقتناع بفكرة العدول عن العمل المسلح والانخراط في مسعى المصالحة، بالنظر للثقل والاحترام الكبيرين اللذان يحظى بهما في أوساط عموم الشعب الجزائري.