مقر الجريدة قبلة لمئات المناصرين للتعبير عن تضامنهم قبل وبعد المباراة لم يعد فاكس جريدة "الشروق" قادرا على استقطاب مئات الفاكسات التي تتهاطل علينا دون انقطاع كما لم يعد الموزع الهاتفي هو الآخر يصمد أمام المكالمات الهاتفية التي تضاعف عددها بعد فوز المنتخب الوطني، ناهيك عن موقع الشروق أون لاين الذي أتعب المهندسين نتيجة الضغط الرهيب من طرف قراء "الشروق". * * كانت "الشروق" منذ البداية الجريدة الوحيدة التي وقفت في وجه الإعلام المصري المتعجرف، الجريدة الوحيدة التي تجرأت ونقلت تفاهات عمرو أديب، الجريدة الوحيدة التي ردت عليه بأقلام صحفييها، الجريدة الوحيدة التي بادرت إلى التهدئة في مبادرة وأدها المصريون، الجريدة الوحيدة التي ثارت ضد من أهانوا ثورتنا ورموزنا، الجريدة الوحيدة التي فتحت كل صفحاتها للدفاع عن رموزنا وكم كنا ندرك بأن وطننا لا يحتاج إلا دفاع لأن كرامتنا وكبريائنا لا غبار عليهما، لكن ردة فعل أقلام الشروق كانت الأكثر جرأة وكتب صحفيونا ما كان مطلوبا منه فكان أن اشتعلت نيران القنوات المصرية الخاصة ضدهم فأصبح اسم الشروق يقلق لحد كبير عمرو أديب وأصحابه، فأقاموا الدنيا ضدها بل أنهم دعوا ميهوبي إلى غلقها، لكنهم لم يخيفونا كنا دائما في زاوية الرد والدفاع وباحترافية، فالشروق لم تهن لا رئيسهم ولا سفيرهم ولا شعبهم ولا رموزهم ولا حضارتهم بل أن رد الشروق أفحمهم، ما جعلهم يتكالبون علينا، وطيلة هذه الفترة وقف إلى جانبنا قرائنا، رأس مالنا حيث لمرات كثيرة كان فاكس الجريدة يتعطل ونظطر من كثرة تدافع فاكسات قراء الشروق أن نستنجد بفاكس قسم الإشهار، ناهيك عن المكالمات الهاتفية التي وصلت ذروتها حتى أن مستقبلتا المكالمات الهاتفية كانتا تعملان بالتناوب من الساعة السابعة صباحا إلى غاية السابعة مساء وكانتا تتناولان فطورهما في مكتبهما حفاظا على استقبال مكالمات القراء هؤلاء الذين عبروا لنا عن تضامنهم المطلق وعن وفائهم، بعض القراء ممن تمكنوا من الإتصال بنا كانوا يخبروننا بأن قناة دريم أو الحياة أو نيل سبور ومودرن تشن حملة شرسة ضد الشروق، بل وصل الأمر ببعض القراء إلى كتابة مقالات للدفاع عنا ووصل الأمر في أيام ذروة المقابلة أن اقتحم مقر الشروق بعد مباراة مصر الجزائر في استاد القاهرة المئات من المناصرين مطالبين بالتذاكر لأن الشروق كانت بالنسبة لهم المنبر الذي ينقل إنشغالاتهم. * الهبة التضامنية من قبل قراء الشروق يعكسها بالدرجة الأولى مستوى وعتبة مردودية قراءة الشروق التي قال بشأنها ممثل وزارة الشؤون الخارجية المصرية إنه اكتشف أن "شعب الجزائر يقرأ أكثر مما نتفرج نحن المصريون" قائلا "في الجزائر توجد جريدة توّزع يوميا رقم أزيد من مليون ونصف مليون نسخة هذا رقم رهيب جدا". * هذا ولا تزال الجريدة بالرغم من أن المباراة وضعت أوزارها في زاوية المدافع أمام هجمات القنوات المصرية التي لم تتوقف بعد وتعد الشروق قرائها وأوفيائها بأن مداد كلمات صحفييها لن يتوقف هو الآخر ولن يهدأ في سبيل الدفاع عن رموزنا ومقوماتنا.