المذيع المصري: عمرو أديب وجبات باردة لعدم الإكثار من الكلام وفضح أنفسهم بأنهم جزائريون أكد جزائريون عائدون من مصر عبر رحلة جوية من القاهرة إلى تونس، تعرضهم لضغوط رهيبة ومشحونة وحملات ترويع معممة دفعتهم على العودة إلى الجزائر بعد إقتحام منازلهم بحدائق المعادي من طرف متعصبين مصريين. * * وهو ما أشار إليه "هارون الرشيد بلولة" طالب قانون في جامعة الدول العربية إلى أن ثمانية مساكن لطلبة جزائريين تم إقتحامها وسرقتها من طرف مهاجمين بداعي الثأر والإنتقام وكأنهم يريدون "الحرب"، مؤكدا إلى أن كل الإرهاصات التي ظهرت بعد إنتهاء مقابلة القاهرة الأولى في الرابع عشر من هذا الشهر كانت كلها توحي بالمسار الجهنمي و"الإرهابي" الذي ستتخذه الأحداث بدءا من حملات السب والشتم المسعورة في إستاد القاهرة ضد كل ما هو جزائري، وتم رشق المناصرين بالحجارة وتعمد الأمن المصري نقل حافلات مناصرين جزائريين بعد خروجهم من ملعب القاهرة إلى أماكن وأحياء خطيرة قصد تعريضهم للبلطجية مثلما حدث مع حافلة جزائرية نقلت الأنصار إلى حي "بولات الدكرور"، غير أن الأوضاع أخذت منحنيات خطيرة بعد مباراة الخرطوم وإنطلاق حملة الإساءة لكل ما هو جزائري شعبا ودولة وحكومة وحضارة، وقد إنتقلت الأجواء العدائية الى الشارع ما جعل الجزائريين يتعمدون الحديث في الهاتف والشارع بلهجة مصرية حتى لا ينكشف أمرهم وتعريض حياتهم لخطر جماهير متهورة، ويضيف محدثنا أن كثيرا من الجزائريين صاروا لا يخرجون لشراء حاجياتهم الضرورية إلا نادرا حتى أن بعضهم لم يأكل منذ ثلاثة و أربعة أيام، كما أنهم أصبحوا لا يقيمون في منازلهم المعروفة خشية هجمات المصريين عليهم، بل أن مجموعات الجزائريين اصبحوا يقضون الليل في مسكن واحد للرفع من المعنويات في إنتظار كيفية مغادرة مصر، لأن هناك مشكلة حقيقية لعشرات الجزائريين المتواجدين حاليا في مصر ولا يعرفون طريقةل مغادرة مصر، وبعضهم لا يملكون الأموال الكافية وفقدوا الإتصال بالسفارة الجزائرية بعد حوادث الإحتجاج وتجمهر المصريين حولها. * أما الإعلامية "راضية الربعي" التي تشتغل بقناتي "سترايك" و"إمارة" اللتان ينطلق بثهما من مدينة الإنتاج الإعلامي فقد أكدت هي الأخرى بعد عودتها إلى باتنة وبعد رعب كبير صبيحة أمس أن منزلها قد تم إقتحامه وسرق هاتفها النقال وإستولي على كامل أثاثها وثيابها ما إضطرها إلى العودة بسروال وبيل فق ، مشيرة إلى أنها شاهدت الجحيم بعد المباراة الأولى حينما تم طرد جزائريين من الفنادق إلى الشوارع مثلما حدث مع شاب جزائري تم طرده من فندق أوروبا بوسط القاهرة بعد فوز المصريين في المباراة الأولى، كما قامت جماهير غفيرة برشق مناصرين جزائريين كانوا على متن يخت في النيل، وتقول راضية بأنها مازالت "مصدومة" و"محبطة"، خاصة من تصرفات زميلاتها المصريات العاملات معها، حيث تضيف فجأة إنقلبن علي، لأني جزائرية وأصبحن يهددنني بالموت عبر الهاتف ويطالبن بخروجي وعودتي إلى بلدي، وحتى عندما نهرتهن زميلة مصرية عن هذه الأفعال الخسيسة إنقلبن على بنت بلدهن، كونها غير مصرية وغير وطنية..؟ ولأنها عملت بالحقل التلفزيوني، كشفت لنا محدثتنا أن الإعلام والقنوات المصرية يمارسن تضليلا كبيرا، حيث يصور للناس أن الجالية المصرية بالجزائر محاصرة ورهينة للشعب الجزائري والأخطر من ذلك أن هذه القنوات تمرر للمشاهدين مكالمات تتم داخل الإستديوهات من مخرجين وتقنيين وغيرهم موهمة أنها من مصر والسودان والجزائر، وهذه الطريقة معمول بها بكثرة في كل قنواتهم وغير مكترثة بالتضخيم والتهويل وإثارة الرأي العام المصري، وبطريقة غير مهنية وتوجيهه للعداء والكره والتصرف بشكل سلبي، وقالت راضية لمكتب الشروق بباتنة بأنهم عوملوا وكأنهم "يهود وصهاينة" من طرف الجميع سواء المحلات أو سيارات الأجرة التي تفرض عليهم مبالغ باهظة لنقلهم ما جعلهم يلجأون إلى الوجبات الباردة لعدم الإكثار من الكلام وفضح أنفسهم بأنهم جزائريون.