هذه هي قائدة العرب و دولة الحضارة جنّ جنون النخبة المصرية، فاجتمعت وقرعت طبول الحرب، وأعلنتها على الجزائر ورموزها، لتبرير خسارة في كرة القدم ووصلت السفالة والحقارة، حد حرق القانونيين المصريين للراية الوطنية على مرآى من الرأي العام العالمي، والدعوة إلى محاكمة شعبية للجزائريين، وهو ما يعتبر تعد وخرق صريح، وعنصرية واضحة وتهديدات متبجحة، وصلت حد المطالبة بإعداد مذكرة قانونية ضد الرئيس عبد العزيز بوتفليقية لتقديمها إلى المحكمة الجنائية الدولية باعتباره مسؤولاً عما يزعمون من أحداث. * * "التكالب" المصري تجاوز الخطوط الحمراء، وعدوان الفضائيات وفق في مهمة التحريض، التي يقودها بالنيابة عن بعض رموز النظام المصري، ووقعت النخبة المصرية في شرك الإعلام السفيه، ففي وقت دعا فيه أيمن نور، مؤسس حزب الغد، إلى تنظيم محاكمة شعبية للجزائريين، ودعا إليها علاء مبارك، بعد أن اشتراه وركب موجة الداعمين لمحاولات إنقاذ مخطط التوريث الذي تسعى إليه العائلة الحاكمة في مصر، إذ قال هذا "الأبله" أدعو علاء مبارك بصفته مواطنا مصريا لحضور المحاكمة الشعبية المقرر عقدها يوم الأربعاء المقبل بمجمع نور الثقافي بميدان باب الشعرية لمحاسبة ومحاكمة المسؤولين عما أطلقوا عليه إهدار كرامة الشعب المصرى والتطاول عليه. * ولم يتوان هذا السفيه عن وصف أسياده الجزائريين الشرفاء "بالأقزام" خاصا بالذكر سفيرنا بمصر ووزير الشباب والرياضة ورئيس اتحاد الكرة الجزائرية ورئيس تحرير جريدة "الشروق"، وذلك بحضور فنانين ورياضيين وإعلاميين وحقوقيين وبعض المصابين وأشقاء من السودان، وذلك حتى يكملوا فصول المسرحية الكوميدية التي أصبحت تثير "غثيان" الرأي العربي والعالمي، بعد أن أضحكتهم في مشاهدها الأولى، عندما اكتشف العالم همجية المصريين الذين اعتدوا على الفريق الوطني الجزائري، وأردفه باعتداءات أخرى على الأنصار. * من جانبها، أقدمت نقابة المحامين المصريين بالتظاهر وحرق العلم الجزائري بكل نذالة وحقارة، وفي مشهد لا علاقة له بمبادئ القانون وأعرافه، وأصدرت "عصابة" المحامين بيانا تطبعه النرجسية المعهودة، ذكرتنا فيه بأمجاد المصريين المزعومة، ولم تقصر في نعتنا بشتى الأوصاف، معتبرين أرض الأحرار الجزائر ملتقى للإرهاب الفكري ووكرا للإرهابيين والأعمال الإرهابية، متناسية أن مصر احتلت صدارة الدول المصدرة للإرهاب، لأنها كانت منبته الأصلي تفكيرا ونظاما، وبلهجة تحمل الكثير من التهديد والوعيد "العبيط"، قال أشباه الحقوقيين أن إحسانهم كان جزاءه الإساءة والجحود والنكران والأحقاد. * وللفت الانتباه وتكملة للأدوار، والبحث عن بطولات ضائعة، قال بيان المحامين بخصوص الاعتداءات الوهمية التي يتخذونها ذريعة لتغطية فشل فريقهم وخسارة لم يتقبلوها بروح رياضية، أن من يعتقدون أن مصر لن تتصدى لهم حرصا على القومية فهذه معتقدات جعلت المعتدين سفاحين، غير آبهين بالقومية العربية، في إشارة إلى كل جزائري، وفي محاولة لتأليب الرأي العام العربي وتربطه في تصرفات لا تلزم سوى مصر وحدها، قال أصحاب البيان "العرب سوف يكونوا في قلب رجل واحد للتصدي للوحشية والبربرية والانتهازية". * ووصل تطاول هذه النقابة التي نسيت حجمها حد القول أن مصر "التي تقبض في مقابل بيع القضايا العربية" قادرة على الإطاحة بنا، وكأننا في متناولها، أو ندق على أبوابهم أو نتسول مثلما يتسولون عند أبواب الإدارة الأمريكية، هذه النقابة التي كان يفترض فيها احترام روح القانون، طالبت بتشكيل لجنة من قبل أعضاء مجلس النقابة والمحامين، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة قبل الحكومة الجزائرية، جزاء ما حدث من رعاياها ضد المواطنين المصريين، وإن تبقى هذه الأحداث هواجس في مخيلة بعض الفضائيات التي احترفت العهر الإعلامي. * بيان نقابة المحامين الذي وصل "الشروق" بطرقها الخاصة اعتبره هؤلاء بمثابة رسالة للحكومة الجزائرية، غير أنهم أغفلوا أن الحكومة الجزائرية، لن تتعاطى سوى مع مؤسسات تكافئها في الحجم والمكانة، وحتى إن كانت رسالتهم عبارة عن إلتماس فهو مرفوض، لأن رسالتهم حملت نبرة من التهديد والوعيد غير المقبول، بحديثها عن خطوات التصعيد.