كشف وزير الشؤون الخارجية الإسبانية، ميغال أنجيل موراتينوس، أن الرئيس بوتفليقة، سيقوم بزيارة رسمية إلى إسبانيا مطلع العام الداخل، تأكيدا لمتانة العلاقات الثنائية التي تربط بين الجزائر ومدريد، التي توّجت بالتوقيع على معاهدة صداقة في وقت سابق. * وقال موراتينوس في حوار خص به يومية "الباييس" الإسبانية الواسعة الانتشار، "سيكون لدينا في بداية اللقاء مع وفد جزائري رفيع المستوى، يقوده الرئيس بوتفليقة"، وهو أول تصريح رسمي يكشف عن زيارة الرئيس بوتفليقة لإسبانيا. * وأوضح الوزير الإسباني أن الغرض من هذه الزيارة هو مناقشة جملة من النقاط التي فرضت نفسها على الساحة في الوقت الراهن، في مقدمتها الأمن في منطقة الساحل، التي شهدت خلال السنوات القليلة الأخيرة مدا إرهابيا، لتنظيم " الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، وما رافق ذلك من عمليات اختطاف راح ضحيتها سياح غربيون، وكان آخرهم اختطاف رعيتين إيطاليتين، وقبلهما بأيام ثلاث رعايا إسبان ينشطون في المجال الإنساني، لا زال مصيرهم مجهولا. * ومن هذا المنطلق، ينتظر أن يتباحث الرئيس بوتفليقة مع الوزير الأول الإسباني، خوزي لويس رودريغاز زباتيرو، حول مسائل الأمن والتعاون المشترك في إطار مكافحة الإرهاب، وبحث سبل التعاون للتصدي لكل من ظاهرة الاختطاف التي صارت أبرز سمات الوضع في منطقة الساحل الإفريقي، إضافة إلى ملف التعاون في مجال الطاقة الشائك. * وكانت كل من الجزائروإسبانيا قد لجأتا إلى التحكيم الدولي للحسم في النزاع الذي دار بين سوناطراك وكل من ريبسول وغاز ناتورال الإسبانيتين، بعد فشل الشركتين الإسبانيتين في الالتزام بدفتر الشروط المتعلق بإنجاز حقل غاسي الطويل، بحيث قضى التحكيم الدولي بعدم إدانة أي من الطرفين. * كما سيكون ملف الصحراء الغربية على طاولة النقاش بين الطرفين، بحيث ينتظر أن يبلغ الرئيس بوتفليقة قلقه من الموقف الإسباني الموسوم بالانحياز لصالح الطرف المغربي على حساب جبهة البوليزاريو باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، إلى جانب تحميل المسؤولية للرباط في تعطيل مسار المفاوضات، جراء انغلاقها على مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به العاهل محمد السادس. * وفي موضوع الرهائن الإسبان الثلاثة المختطفين من طرف مجهولين في منطقة الساحل، ألمح رئيس الدبلوماسية الإسبانية إلى إمكانية تقديم فدية للخاطفين من أجل ضمان أمن وسلامة المختطفين وعودتهم إلى بلادهم، وذلك بالرغم من القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي القاضي بتجريم منح الفدية للإرهابيين من أجل الإفراج عن الرهائن، بعد الجهود الكبيرة التي بذلتها الجزائر بهذا الخصوص. * وقال الوزير الإسباني " الجزائر عانت طوال عقود من آفة الإرهاب، وتعرضت أحيانا إلى سوء فهم من جانب المجتمع الدولي، ولكن إسبانيا عانت أيضا من إرهاب القاعدة"، وأضاف ردا على سؤال حول مدى تفهم الجزائر لأولوية المجتمع الإسباني في حماية أمن الرهائن الثلاثة: " بطبيعة الحال، عليهم أن يفهموا ذلك. الحكومة والمجتمع الإسبانيين ملتزمون بالتعاون من أجل عودة آمنة وسليمة، وهذا ما نفعله، للجميع القدرة على التفاوض وحل المشكلة".