حينما تتحول وسائل النقل إلى مقرات إقامة وقفت الشروق على معاناة سيدة جزائرية تتخذ من شاحنة قديمة مسكنا لها منذ ما يربو عن السنتين بوسط بلدية بوزريعة رفقة أبنائها الثلاثة والمتراوحة أعمارهم ما بين 4سنوات وشهرين. المؤسف أن السيدة "نوال بن عيدة" تتجرع مرارة ظروف حياتها القاسية، في غياب زوجها الذي هجرها وفلذات كبده هربا من مسؤولية رعايتهم . * وفي زيارة قمنا بها إلى عين المكان، اكتشفنا الوضعية المزرية التي تعيشها هذه الأم رفقة أبنائها الثلاثة، خاصة الطفلة الرضيعة ذات الشهرين.. كان منظر السيدة وهي تحتضن أبناءها داخل تلك الشاحنة القديمة يبعث على الأسى، خاصة وأن المكان الذي اتخذته مأوى لها يقع في حي سكني راق يكتظ بالمنازل الفخمة، في حين تتجرع السيدة "نوال" الأمرين داخل تلك الشاحنة القديمة المركونة منذ زمن طويل في نفس المكان الذي كانت تتخذ فيه بيتا بالأمس، قبل صدور قرار هدمه، ما أدى الى تشريدها وإحالتها إلى الشارع، فلم تجد بدّا من اتخاذ شاحنة قديمة مأوى لها ولأبنائها الثلاثة البالغة أعمارهم 4 سنوات وسنتين وطفلة رضيعة في شهرها الثاني . * وتقول السيدة بن عيدة بأنها تعاني الأمرين جراء مرض أبنائها المزمن بسبب تأثرهم الدائم بالبرد داخل ذلك المكان الذي تفترش فيه العراء تقريبا، سيما وأنها تعيش بمنطقة بوزريعة الواقعة بأعالي العاصمة والمعروفة ببرودتها، شاكية بالمقابل عدم قدرتها على تأمين مصاريف دواء أبنائها الذين هجرهم والدهم منذ سنة تقريبا، دون أن يفكر في معاناة فلذات كبده في الوقت الذي يتخذ فيه هذا الأب "الجاحد" مسكنا له مناسبا بأحد الأحياء الراقية -على حد قول المتحدثة- بالإضافة إلى أنها عاطلة عن العمل وتجني قوت يومها من الصدقة التي يمنحها لها المحسنون وأصحاب الجمعيات . * محدثتنا التي بعثت فينا الأسى وهي تذرف دموع الحرقة على حالها المزري أخبرتنا بأنها تقدمت بشكاوى لدى وكيل الجمهورية والجهات المعنية للنظر في وضعيتها، غير انها لم تتلق أي ردود شافية تنتشلها من تلك الشاحنة التي تفتقد فيها إلى أدنى شروط الحياة، وتموت فيها ألف مرة في اليوم، بسبب خوفها الدائم من اللصوص والمنحرفين، ممن يحومون من حين إلى آخر على الشاحنة . * وتقول بأنها لم تجد بديلا عن جريدة الشروق لتنقل صرختها إلى المسؤولين علها تجد صدى لديهم، قبل أن تضيف بحرقة شديدة "أصبحت أتمنى الموت ألف مرة على البقاء تعيسة ومعذبة داخل هذه الشاحنة الحقيرة... تبكي .."