منذ انسحاب القوات الإرتيرية عام 1998 من جزيرة حنيش الكبرى اليمنية التي احتلتها عام 1995 والعلاقات الارتيرية اليمنية تدخل في دهاليز المؤامرات، حيث يعتقد أن ارتيريا تمثل قاعدة خلفية للحوثيين، كما صرحت بعض المصادر أنها تعتبر جسر التواصل بين الحوثيين وإيران التي تكون قد تمكنت من إقامة قاعدة بحرية بالقرب من باب المندب على إحدى الجزر (عصب). * ورغم التطمينات التي ترسلها ارتيريا إلى اليمن بأن لا قاعدة عسكرية لإيران على أراضيها إلا أنه ليس سرا أن إيران تسعى إلى الحصول على مواطئ أقدام لها في البحر الأحمر والقرن الإفريقي من أجل تأمين حركة الملاحة والتجارة الإيرانية من جهة ومواجهة الانتشار المكثف للحشود العسكرية الأمريكية والغربية البرية والبحرية في المنطقة التي تهدد قياداتها السياسية بحرب ضد إيران. * كما أن أسمرة حريصة على البحث عن علاقة إقليمية لاسيما وأن كل جهودها في تعزيز العلاقة بإسرائيل لم تكف لفك الارتباط بين الإدارة الأمريكية وحكومة اثيوبيا، الخصم اللدود لإرتيريا وذلك كله في غياب أي دور عربي إقليمي ذي أثر. * من الواضح أن اليمن في غير وارد القدرة على فتح جبهات صراع خارجية، كما أن ارتيريا ليست أحسن حالا بعد أن عجزت عن كسب ود الأمريكان، فحاولت من خلال تأييدها للمقاتلين الإسلاميين الصوماليين الزج بأثيوبيا في معركة استنزاف وإرسال رسالة للمجتمع الدولي في الوقت نفسه عن أهمية دورها الإقليمي وضرورة الالتفات إليها. والغريب أن ارتيريا وجدت كل الدعم إبان ثورتها التحريرية من قبل العرب، وهاهي تتنكر من خلال قيادتها السياسية للهوية العربية رغم أن أهل ارتيريا من صميم القبائل العربية .. * الآن يتم الحديث عن بواخر محملة بالسلاح الإيراني تمر من ارتيريا إلى الحوثيين وأن المستشفيات الارتيرية تفتح أبوابها على مصراعيها لاستقبال الجرحى الحوثيين الذين يصابون في المعارك وأن العلاقات الإيرانية الارتيرية وطيدة وأن إيران حريصة على التواجد في المنطقة رغم علاقات ارتيريا الوثيقة مع إسرائيل. * على الجبهة الأخرى تستقوى الحكومة اليمنية بالخارج على أبناء البلد، فمن الطائرات السعودية والجيش السعودي والمغربي والأردني، حيث يشترك الجميع في صد تمدد الحوثيين الذين أظهروا صلابة في المعارك وتمرس في القتال مدة طويلة ..ولم تكتف الحكومة اليمنية بالجيوش معروفة الولاء فاستنجدت مؤخرا بالطائرات الأمريكية في قصف مواقع داخل التراب اليمني راح ضحيتها عشرات القتلى من الأطفال والنساء. * الموقف الأمريكي مدعوما بموقف أوروبي يصطف الآن بقوة إلى جانب الحكومة اليمنية في حين يقف الحوثيون والإيرانيون والارتيريون وبعض مجموعات المقاتلين في الصومال صفا واحدا .. فأي دور اختارت ارتيريا لنفسها..؟ وأي مستقبل لليمن ؟ ولماذا تغامر إيران باستفزاز العرب؟