يبدو أن سقوط فرضية العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة، فتحت شهية المعارضة على الاستحقاق الرئاسي القادم، إذ أصبحت تأمل أكثر من أي وقت مضى بأن رئاسيات 2014، ستكون مفتوحة أمام الجميع، بعدما ظلت طموحات المتنافسين المفترضين شبه معدومة، بفعل الأمر الواقع الذي يكرس فوز"الرئيس المرشح" مسبقا، وعليه فإن الأسابيع القادمة القليلة ستعرف تصاعدا في منحى الحراك السياسي، لدى النظام والمعارضة على حد سواء، وإذ يبحث الأول عن مرشح توافقي يضمن به استمراره في الحكم، فيما يسعى الثاني لاقتناص الفرصة لفرض نفسه في تقديم مرشح تنافسي أو على الأقل فتح جسور تواصل وتفاوض مع السلطة للتوافق على رئيس بأرضية مشتركة، ويعتقد رئيس الحكومة الأسبق والمرشح للرئاسيات، أحمد بن بيتور، في اتصال مع "الشروق" أن الانتخابات الرئاسية القادمة، تنحصر في فرضيتين، في ظل مؤشرات توحي بسقوط فرضية العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة وتمديد العهدة الحالية. وقال "إنه في غياب عهدة رابعة، تبقى فرضية مرشح النظام واردة"، وأكد أن النظام الحاكم سيبحث عن مرشح آخر له لضمان استمراريته، وهذا ما سيدخل البلاد بحسبه في ما لا يحمد عقباه، وتتحول بذلك من دولة ضعيفة إلى دول مميّعة. أما الفرضية الثانية فقال"نتمناها ونعمل من أجلها" وهي أن تكون الانتخابات مفتوحة ويكون التنافس على أساس البرامج وليس على الولاءات، مؤكدا استعداده لجميع السيناريوهات والاحتمالات. أما المرشح الآخر للرئاسيات، رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان، فشبه سقوط العهدة الرابعة من أجندة النظام بسقوط "سيرك عمار"، وأكد أن ذلك يعد انتصارا للمعارضة وفشلا وإخفاقا للنظام والفريق الرئاسي، باعتبار أن محيط بوتفليقة بنى جميع مخططاته على بقاء الرئيس في منصبه بغض النظر عن وضعه الصحي. واعتبر المتحدث عدم ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة، أدخل النظام ومحيط الرئيس في تناقضات تجتمع في عدم توفر بديل عن بوتفليقة وعجزهم عن إيجاد رجل توافقي فيما بينهم، وأشار إلى وجود تناقضات بين أحزاب الموالاة وذكر عمارة بن يونس وعمار غول، عمار سعداني والوزير الأول عبد المالك سلال، وأضاف أن سقوط العهدة الرابعة "انهيار للنظام البوتفليقي، وإجهاض للانقلاب الأبيض الذي شرع في تنفيذه". ويرى جيلالي سفيان أن رئاسيات 2014، قد تكون فرصة للإنتقال السلس للحكم والسلطة، كما ستكون فرصة لظهور وجوه جديدة في الحقل السياسي، وغياب بوتفليقة سيفتح مجال التنافس أمام المترشحين بناء على برامجهم. ويشاطره في هذا الطرح، طاهر بن بعيبش، الذي قال ل"الشروق" إن الرئاسيات القادمة إذا كانت بعيدة عن العهدة الرابعة، فسيكون فيها التنافس أقوى بين المترشحين، وستكون فرصة لبعض الوجوه التي لها تأثير في الساحة السياسية، وأضاف رئيس حزب الفجر الجديد، أن غياب بوتفليقة في الاستحقاق القادم، سيشجع على التعاطي مع هذا الحدث، وسيدفع بالعملية الديمقراطية في البلاد، ليس خوفا من منافسة بوتفليقة، وإنما لكون أن الرئيس المترشح فائز مسبقا. ويرى المتحدث أنه مهما كانت هوية مرشح السلطة، الذي قد يدفع به النظام في غياب بوتفليقة، فلن يكن بمقدوره إحداث ضغط على المعارضة والساحة السياسية، بمقدار الضغط الذي يمارسه بوتفليقة. ولكن نقيض ذلك تماما، فترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، يعد بمثابة اليقين بالنسبة لحزب جبهة التحرير الوطني، حيث جاء على لسان الناطق باسمه السعيد بوحجة، في اتصال ل"الشروق":"الرئيس سيترشح"، وأضاف "الأفلان رشح بوتفليقة لعهدة رابعة، على غرار بقية أحزاب الموالاة، والمنظمات الجماهيرية، والزوايا". ولم يهضم الأفلان فكرة عدم ترشح بوتفليقة مجددا للبقاء في قصر المرادية، وقال بوحجة "نحن ننتظر وسنرى"، وأضاف "مادام الرئيس لم يتكلم ولم يتخذ موقفه فلا يزال أمامنا متسع من الوقت"، ليعود ويؤكد مجددا أن المكتب السياسي عاد لتأكيد أول أمس فقط أن الأفلان يرشح الرئيس بوتفليقة. ووجه بوحجة انتقادا للمعارضة التي ترى في عدم ترشح بوتفليقة يجعل من الرئاسيات مفتوحة، وقال المتحدث "إذا كانت المعارضة معارضة حقيقية، فعليها أن تقدم مرشحها، أما إذا كانت معارضة وهمية وصورية، فلن تقدم مرشحها وتطالب بعدم ترشح الرئيس بوتفليقة".