كشفت مصادر فرنسية مطّلعة أن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير راسل نظيره الجزائري مراد مدلسي بداية فيفري، يطلب من جديد برمجة زيارة له للجزائر شهر مارس، ولم يرد الرد الجزائري بعد إلغاء زيارة شهر جانفي. وأكدت نفس المصادر أن الجزائر رفضت استقبال 3 وزراء فرنسيين هم من الوزن الثقيل في قصر ماتنيون، كانوا مبرمجين في أجندة 2009، ومن بينهم وزير الخارجية كوشنير الذي رفض استقباله مرتين نهاية 2009 ومنتصف جانفي 2010، كما كان رفض الاستقبال من نصيب وزير الداخلية الفرنسي بريس أورتوفو أيضا الذي كان يفترض أن يقوم بزيارة للجزائر شهر أكتوبر الماضي للتباحث مع نظيره الجزائري نور الدين يزيد زرهوني، إضافة إلى وزير الهجرة والهوية الوطنية إريك بسون. وأبلغت الجزائر عبر قنواتها الوزراء المعنيين بأنهم غير مرغوب فيهم بالجزائر، وأرجعت تلك المصادر الغضب الجزائري إلى بحث باريس عن علاقات مميزة مع الجزائر "كشريك استثنائي" دون تكليف نفسها عناء إصلاح ما يمكن إصلاحه، خاصة بالنسبة لماضيها الاستعماري، حيث طالبت الجزائر باعتذار للشعب الجزائري عمّا اقترفه الاستعمار الفرنسي في حق البلاد والعباد، وطلب الرئيس بوتفليقة من فرنسا الاعتذار مثلما اعتذرت إيطاليا لليبيا عن الاستعمار، لكن باريس رفضت الأمر جملة وتفصيلا، عن طريق رئيسها الأسبق جاك شيراك أولا ثم خليفته نيكولا ساركوزي، الذي اعتبر "الاعتذار عن الاستعمار هو تنكر للذات الفرنسية" رغم اعترافه بأن"الاستعمار ظلم بطبيعته".