يؤكد محللون سياسيون بأن رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش باعتباره ابن النظام، لا يؤمن بالتوافقات الهشة التي تصنعها مصالح حزبية ضيقة، التي أرادت أن تجعل منه واقيا للصدمات، في حين أنه يبحث عن توافقات بين مؤسسات وأركان النظام، وقالوا بأن حمروش لو رشحه الأفلان لقبل. أثارت الرسالة التي وجهها مولود حمروش إلى الرأي العام قراءات مختلفة، خاصة في شقها المتعلق بالحديث عن توافقات لتجاوز الأزمة، في حين انه كان من بين الشخصيات التي كانت محل اتصال من قبل تشكيلات سياسية، من بينها حمس وجبهة التغيير بغرض التوصل إلى مرشح بإمكانه تحقيق التوافق في ظل الظروف الحالية، ويرى البروفيسور "قوي حنية" المختص في العلوم السياسية، بأن مولود حمروش يعتبر شخصية سياسية وليدة النظام، وان حديثه عن التوافقات يعتبر في حقيقة الأمر حديثا عن توافقات بين مؤسسات وأركان النظام، وكذا المؤسسات المخول لها صناعة ما يمكن تسميته بمؤسسة الرئاسة، لذا فإن مرشح التوافق من وجهة نظر حمروش، يعني التوافق بين مجموعة مؤسسات يجتمع فيها الشق السياسي وأيضا الشق الأمني، وفي اعتقاد البروفيسور "قوي" فإن حمروش لا يؤمن بالتوافقات الهشة، في رده على سؤال يتعلق بسبب عدم تفاعله مع مبادرات المرشح التوافقي التي اطلقتها بعض التشكيلات السياسية، والتي كان هو أحد محاورها، ويقصد بالتوافقات الهشة تلك التي تصنعها مصالح ورؤى حزبية ضيقة، والتي أرادت أن تجعل منه واقيا للصدمات، غير مستبعد أن يكون رد حمروش بالإيجاب لو رشحه الأفلان للانتخابات الرئاسية، معتقدا بأن مرشح الأحزاب الفاعلة هو من سيتصدر المشهد السياسي مستقبلا، ويقصد أحزاب السلطة التي تدعمها بعض الأحزاب المجهرية، ويصر البروفيسور في العلوم السياسية بأن حمروش هو ابن النظام وجزء منه، ولم تحدث له أي إشكالات معه. ويرى رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة الذي أطلق مبادرة للتوافق، بأن رسالة حمروش توحي بأن الأمل في التوافق مايزال قائما، "لأنه شخصية أخرى انضمت إلى دائرة التوافق، التي يجب ان تتسع لإنقاذ الانتخابات الرئاسية"، باعتبار التوافقات المخرج الوحيد من الأزمة، ورحب المتحدث بموقف رئيس الحكومة الأسبق، "لأنه عبر عن رؤيته بشكل مختصر"، وكان يقصد التوافق بين الأحزاب والسلطة، وكذلك التوافق بين التيارات، وهو ما دعت إليه جبهة التغيير، أي انه عبر عن التوافقات بين الدولة والطبقة السياسية، واستخدم مفردات كانت موضوع المبادرات التي اطلقت. ويقول العضو القيادي في حركة حمس عبد الرحمان سعيدي بأن أهمية رسالة حمروش، تكمن في أنه وضع تصورا أوليا حول التوافقات بين أطراف سياسية وأطراف فاعلة في المشهد السياسي، فضلا عن التوافقات الاجتماعية على مستوى المصالح والقوى الفاعلة، ويعتقد "سعيدي" بأنه إلى غاية الإعلان عن الترشح، لا بد على الساحة السياسية ان تهدأ، لأن حالة الغليان الحالية ستنعكس على المشهد السياسي بعد 17 أفريل المقبل، "فالبلاد ليست بحاجة إلى تصفية الحسابات، وإنما إلى توافق وتفاهم ورسم الآفاق"، دون ان تقتصر اهداف التوافق على تحديد رئيس الجمهورية. وتعد حمس من بين الأحزاب السياسية التي أطلقت مشاورات مع شخصيات وأحزاب من أجل الوصول إلى مرشح توافقي، وكان رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش من بين الشخصيات التي التقاها رئيس الحركة عبد الرزاق مقري، دون ان تتوج المبادرة بنتائج ملموسة، ترضي أعضاء مجلس الشورى، الذين أجمعوا على مقاطعة الانتخابات الرئاسية، بسبب فشل المهمة التي كلف بها مقري، وكذا عدم توفر شروط النزاهة والشفافية.