انتقى المرشحون للانتخابات الرئاسية المقبلة مصطلحات ذات دلالات واسعة منها "المستقبل" و"الجزائر" و"البديل"، وجعلوها محاور مفصلية لحملاتهم الانتخابية، في مسعى منهم لاستقطاب أصوات الناخبين، في حين التقى معظمهم عند افتتاح الحملة من الجنوب، الذي شهدت بعض مناطقه حراكا، يريد المرشحون استغلاله لتقديم جملة من الوعود والحلول. وما يميز الحملة الانتخابية لرئاسيات 2014 هو تلك الشعارات التي اجتهدت قيادات الأحزاب السياسية ومديريات الحملات الانتخابية للمرشحين الستة في انتقائها، تماشيا مع طبيعة الحراك الذي تشهده الساحة السياسية والاجتماعية وطبيعة كل منطقة. وما لوحظ هذه المرة أيضا هو حرص المرشحين على تنميق شعاراتهم بكلمات رنانة تحمل مفاهيم وأبعادا كبيرة وهي: "الجزائر" و"الشعب" و"البديل" و"المستقبل".. فقد اختار رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية "موسى تواتي" وأحد المرشحين الستة شعار "الجزائر للجزائريين". وقرر أن تكون ولاية البيض نقطة انطلاق حملته الانتخابية، ويقول مسؤول مديرية الحملة الانتخابية لهذا المرشح، "بوجراس عبد القادر" بأن تواتي يستعد لتنظيم أول تجمع جهوي كبير بولاية أدرار، وأن تجواله في الولايات الجنوبية سيكون تحضيرا لهذا الموعد الحاسم، فضلا عن تركيزه على العمل الجواري، مقابل تقليص التجمعات داخل القاعات، في حين سيكون له موعد خاص مع الولايات التي تشكل معقل الأفانا، من بينها المدية والبليدة وبلعباس، مبررا تفادي القاعات المغلقة، بأن الشعب يريد من يذهب إليه. وانتقت مديرية الحملة الانتخابية لبوتفليقة شعار "تعاهدنا مع الجزائر"، ورفض أحد مسؤوليها "عبد السلام بوشوارب" تقديم أي تفاصيل بشأنها إلى غاية وضع اللمسات الأخيرة على البرنامج الذي يتم ضبطه. وستكون ولاية تمنراست حسب مصادر مقربة، أول محطة لانطلاق الحملة الانتخابية للرئيس، وستتولى قيادات الأحزاب التي تدعمه تنشيط التجمع الشعبي الذي ستحتضنه الولاية، من بينهم الأمين العام للأفالان "عمار سعداني" الذي يصر على أن يكون له دور متميز في الحملة الانتخابية لبوتفليقة، بحجة الوزن السياسي لحزبه. وتشكل المناطق الجنوبية معادلة جد مهمة في العملية الانتخابية، بفضل مطالب رفعها سكان المنطقة، الذين اشتكوا من التهميش والحقرة. ويريد المرشحون استغلال هذا الظرف لامتصاص الغضب الشعبي، وتقديم وعود وحلول يصعب التنبؤ بكيفية تفاعل الناخبين معها. وفضلت مديرية الحملة الانتخابية للمرشح للانتخابات الرئاسية "علي بن فليس" التميز، عن طريق تحديد نقطة الانطلاقة من ولاية مستغانم أي من الجهة الغربية، التي ستكون بوابة الحملة الانتخابية للأمين العام السابق للأفالان، والتي سيجوب أثناءها رئيس الحكومة السابق الولايات ال 48، لطرح برنامجه واستقطاب أصوات الناخبين الذين أضحوا يبحثون عن الملموس وليس الوعود الرنانة فقط. وضبط هذا المرشح شعارا يحمل خصوصيات، وهو "مرشح منكم ورئيس من أجلكم"، في مسعى منه لاستقطاب أكبر عدد من أصوات الناخبين. وغير بعيد عن هذا الشعار اختار ابن المنطقة التي ينحدر منها بن فليس، وأصغر المرشحين للرئاسيات "بلعيد عبد العزيز" شعار "المستقبل الآن" مستلهما من تسمية حزبه وهي "جبهة المستقبل"، وكذا من سنه الذي جعله يحمل صفة المرشح الشاب، مقارنة بباقي المرشحين، وهو لم يخف مساندته للرئيس، لذلك فإن شعار "المستقل الآن" يتناسب مع كافة الظروف وكذا النتائج التي ستتمخض عن الاستحقاقات المقبلة. وفضل "فوزي رباعين"، رئيس عهد 54 والمرشح للرئاسيات المقبلة، أن يكون البديل وهو الشعار الذي سيجوب به مختلف الولايات طيلة 21 يوما من عمر الحملة الانتخابية، وهو على غرار مرشحين آخرين سينطلق من ولاية الجلفة الواقعة بالجنوب، لتنظيم تجمعات وجولات ميدانية ولقاءات مع المجتمع المدني، للترويج لبرنامجه.