شهدت بعض الولايات، أمس، أحداث عنف ومواجهات عنيفة بين مئات الشباب وقوات الدرك والشرطة، أسفرت عن تخريب عدد كبير من صناديق الاقتراع، وحرق مدوامات المترشحين، مع إصابة عدد كبير من الأشخاص، بينهم رجال الدرك والشرطة، فيما ساد هدوء أمني في معظم ولايات البلاد، وحتى في المناطق التي كانت مرشحة لتسجيل تجاوزات وأعمال عنف، على غرار ولاية غرداية التي فاجأت الجميع بمرور العملية الانتخابية في هذه المنطقة بردا وسلاما. وأظهرت الجولات الميدانية التي قامت بها "الشروق" أن التواجد الأمني المكثف نجح في توفير أجواء جد مناسبة لإجراء الواجب الانتخابي، إلا أن بعض الولايات خاصة منطقة القبائل، عرفت أحداث عنف عقب إقدام مجموعة من الشباب على تخريب وحرق مراكز ومكاتب الاقتراع وأوراق التصويت. وعرفت المناطق الشرقية لولاية البويرة، أمس، مواجهات عنيفة بين المواطنين ورجال الدرك، حيث إنه ومنذ الساعة الخامسة من صبيحة أمس، أقدم العشرات من الشباب على قطع الطريق الوطني رقم 15 بقرية رافور بدائرة أمشدالة، الرابطة بين ولايتي البويرة وبجاية، بغرض منع سيارات البلديات من نقل صناديق الاقتراع نحو مراكز تصويت قرى المنطقة، حيث أسفرت المواجهات إلى إصابة 80 شخصا بينهم 51 دركيا، والذين خضعوا للعلاج بمستشفى أمشدالة، بينما تحوم ثلاث مروحيات تابعة للدرك الوطني فوق مدينة امشدالة، كما استعانت قوات مكافحة الشغب بالقنابل المسيلة للدموع، فيما انتفض سكان بلدية شرفة، ضد ما أسموه بالحڤرة، إلا أن عقلاء المنطقة تمكنوا من السيطرة على الأمور، وحالت دون حدوث خسائر مادية أو بشرية. وفي حدود الساعة الحادية عشرة و45 دقيقة من صبيحة أمس، عرفت منطقة "سحاريج" بذات الولاية مواجهات بين الشباب ورجال الدرك أمام مركز تصويت ب ابتدائية "خادر محمد" بوسط بلدية سحاريج، عقب تخريب مركز خيضر محمد ومركز المدرسة الجديدة من طرف مجموعات من الشباب، كما تم تخريب أربعة مراكز للتصويت بوسط بلدية أمشدالة، ويتعلق الأمر بكل من مركز نصر الدين أمشدالي، أث يخلف وأث بومجبر وكذا المدرسة الابتدائية. فيما أقدم شباب غاضب على تخريب مركز التصويت بقرية أث بوعلي ببلدية أث منصور، شرق ولاية البويرة، واعترضوا طريق الحافلة التي كانت تقل الأكل إلى مؤطري ذات المركز، والاستحواذ على الوجبات الغذائية، إلى جانب محاولة أزيد من 500 شاب اقتحام مركز التصويت الوحيدة ببلدية الأصنام شرق ولاية البويرة، حيث استعمل الشباب الغاضب زجاجات المولوتوف والحجارة، فيما ردت قوات مكافحة الشغب بقنابل الغازات المسيلة للدموع، وأسفرت هذه المواجهات على إصابة شخصين. من جهتهم، أقدم سكان قرية "ازور بار" التابعة لبلدية ميزرانة شمال ولاية تيزي وزو، بتشميع مكتب الاقتراع، ومنع القلة التي رغبت في المشاركة والتصويت لصالح مرشحها المفضل، ما تطلب تدخل قوات مكافحة الشغب التي قامت بفتح المكتب، إلا أن عددا من الشباب الغاضب قاموا باقتحام المكتب مرة أخرى، وتخريب صناديق الاقتراع مع إضرام النار فيها. فيما استهدف عدد من الأشخاص، ليلة الأربعاء إلى الخميس، صناديق الاقتراع الخاصة ببلدية آيت رزين التابعة لدائرة إغيل علي ببجاية، التي أحرقت عن كاملها، ومعها أوراق التصويت، كما توقفت العملية الانتخابية بمركز التصويت الكائن بحي بن سعيد بتيشي شرق بجاية، بعد اقتحام الشباب الغاضب لذات المركز، الذي يتكون من ثلاثة مكاتب اقتراع، وأقدموا على تخريب صناديق الاقتراع بشكل كلي، ليدخلوا بعدها في اشتباكات مع قوات مكافحة الشغب. من جهة أخرى، تعرض 3 من أعوان الشرطة بمدينة إيليزي، إلى جروح متوسطة إثر إصابتهم في عملية للرشق بالحجارة، وهذا بالمركز الانتخابي المتواجد بمدرسة صلاح الدين الأيوبي، وتأتي العملية إثر توقيف أحد الشباب المطلوبين للمصالح الأمنية، ما تسبب في ردة فعل الشباب الغاضب من خلال مهاجمة المركز المذكور. كما أقدم أشخاص على تخريب مكتب مداومة المرشح علي بن فليس بمنطقة علي النمر دائرة مروانة ولاية باتنة، حيث أضرموا النار في بعض أجزائه، فيما فتحت مصالح الأمن تحقيقا للكشف عن الفاعلين. مفاجأة الانتخابات الرئاسية هي الوضع السائد في غرداية، حيث جرت الانتخابات في ظروف جد عادية، سواء من الناحية الأمنية أو التنظيمية، بالرغم من أن نسبة المشاركة كانت قليلة مقارنة بسنة 2009، والإشاعات التي صنعت الحدث، حيث عرفت مراكز الانتخاب على مستوى جميع بلديات غرداية حراسة أمنية مكثفة، خاصة في المراكز الانتخابية المختلطة.