علامة كاملة لمختلف أجهزة الأمن مرت الانتخابات الرئاسية في أجواء جد عادية تخللتها بعض عمليات التخريب المحدودة والتي لم تؤثر على السير الحسن للعملية في الشكل العام، حيث أدلى أزيد من 11 مليون ناخب من أصل 21 مليون و871 الف 390 مسجل بأصواتهم واختاروا رئيس الجزائر للسنوات الخمس المقبلة. وقد سجلت نسبة المشاركة النهائية بعد غلق جميع مكاتب الاقتراع في الثامنة مساء ب51.70 بالمائة، وكانت اعلى نسبة مشاركة سجلت في ولاية تندوف الحدودية مع المغرب ب87.26 بالمائة، أما أدنى نسبة مشاركة فكانت في ولاية تيزي وزو ولم تتعد النسبة 20.01 بالمائة، وفي العاصمة لم تتجاوز النسبة 37.84 بالمائة وكانت نسبة المشاركة في هذا الإستحقاق قد بلغت في حدود الساعة العاشرة صباحا 9.15 بالمائة ثم 25.23 بالمائة على الساعة الثانية زوالا لتنتقل هذه النسبة إلى 37.04 بالمائة على الخامسة مساء. وكانت اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات سجلت خلال تقييمها لمجرى العملية الانتخابية منذ انطلاقها، حيث كشف رئيس اللجنة فاتح بوطبيق عن تلقي الهيئة عشرات الإخطارت عبر سبع ولايات من الوطن أبرزها تعرض مركز انتخابي ببلدية ايت ارزين بدائرة ايغيل عشية لاقتراع وقد تم استخلافه بمركز آخر بعد تدخل الجهات المعنية، كما تم رشق مركز الاقتراع الإخوة سوماري بالحجارة ومركز آخر بحي إغيل أوعزوق إضافة إلى اقتحام مكتب الاقتراع بقرية إكر قندوز ببلدية فرعون لذات الولاية كما تعرض مركز تصويت للحرق بالبويرة وتحداد بحي الصهاريج، والتجاوز الثاني تم تسجيله على مستوى بلدية امشدالة اين تعرض مركز انتخابي وصناديق الاقتراع للتخريب. كما عرفت الانتخابات تجاوزات واتهامات متبادلة بين ممثلي المترشح علي بن فليس وعبد العزيز بوتفليقة، حول توجيه المواطنين من أجل الانتخاب لصالح مرشحهم، وبخنشلة سجلت اللجنة تجاوزا وطعنا من طرف ممثلي علي بن فليس ببلدية طامرة بعد قيام أحد رؤساء المكاتب بذات البلدية بملئ صندوق انتخابي يتضمن أصوات الناخبين، وزيادة على ذلك لوحظ غياب تغطية كاملة للمراقبين على مستوى مكاتب الانتخاب، حيث عرفت مديريات الحملة الانتخابية نقصا في تغطية المراقبين أو تخلف البعض منهم في بعض المراكز الانتخاب ما عدا حضور ممثلين عن المترشح بوتفليقة أو علي بن فليس، مما قد يفتح الباب امام عمليات التزوير. كما أعلنت المداومة البلدية للمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة بخميس مليانة شرق عين الدفلى عن التحاق 10 مراقبين كانوا يشكلون أهم الهيئة المراقبة لمداومة المتنافس علي بن فليس بذات الدائرة الانتخابية. كما أحدث خطأ ارتكبه منظمو العملية الانتخابية بمدرسة دمارجي ببلدية بني مراد حالة طوارئ لحظة فتح المكاتب بعد احتجاج ممثل المترشح عبد العزيز بلعيد على وجود علبتين لأوراق المترشح موسى تواتي بإحدى المكاتب في غياب علبة المترشح عبد العزيز بلعيد، هذا وبعد تدخل أعضاء اللجنة الولائية لمراقبة الانتخابات تبين أن العملية كانت عن طريق الخطأ. جنة الإشراف القضائي على الرئاسيات تقول أن العملية تجري في ظروف عادية، من جهته رئيس اللجنة الجزائرية القضائية للإشراف على الانتخابات الرئاسية 2014 "الهاشمي براهمي" أكد أن عملية الاقتراع تجري في ظروف جد عادية وليس هناك إشكالات هامة تثير الانتباه وأن "كل الوسائل المادية والبشرية المتعلقة بسير عملية التصويت متوفرة بما فيها المؤطرين ومساعدي اللجنة بمراكز التصويت بالإضافة إلى توفر الشبكة الداخلية للانترنيت بمقرات اللجان الفرعية الانتخابية لاستقبال الإخطارات وتسجيلها. وبخصوص بعض الإخطارات التي تم تسجيلها منذ انطلاق عملية الاقتراع والتي تتعلق معظمها بعدم تشميع بعض صناديق الاقتراع وقد تم استدراكها ومعالجتها وهذا بسبب النقص في التكوين وعدم الاطّلاع الكافي على قانون الانتخابات، مبرزا أن ذلك لم يكن مرده سوء النية". إصابة 80 شخصا من بينهم 51 دركيا في تخريب مداومات لبوتفليقة وبن فليس وقد شهدت عملية الاقتراع إصابة أزيد من 80 شخصا من بينهم 51 دركيا، في مواجهات عنيفة شهدتها قرية رافور التابعة لامشدالة، بولاية البويرة شرق العاصمة، بعد إقدام العشرات من الشباب على قطع الطريق الوطني رقم 15 في العديد من النقاط والرابط بين البويرة وبجاية، ويخضع حاليا 51 دركيا للعلاج بمستشفى أمشدالة، بينما تحوم حاليا ثلاثة مروحيات تابعة للدرك الوطني فوق مدينة امشدالة. كما استعانت قوات مكافحة الشغب بالقنابل المسيلة للدموع. وبالمناطق الشرقية للولاية البويرة، أقدم المئات المحتجين على غلق الطريق الرابط إلى ولاية بجاية، بإستخدام المتاريس وإضرام النار في العجلات المطاطية، تعبيرا عن رفضهم للانتخابات التي طالبوا بضرورة مقاطعتها. وبولاية باتنة-450 كم شرق العاصمة-أقدم بعض الشباب على تخريب مكتب مداومة المرشح علي بن فليس بمنطقة علي النمر دائرة مروانة، وكان شبان قاموا بتخريب مقر المكتب وأضرموا النار في بعض أجزائه في ساعة متقدمة من صباح الأربعاء، حسبما أفادت به مصادر محلية. مصالح الأمن فتحت تحقيقا للكشف عن الفاعلين، كما تعرض مكتبين لمداومة المرشح الحر عبد العزيز بوتفليقة على تخريب مداومتين بولاية البويرة. الشرطة والدرك والجيش.. برافو مرور الاستحقاق الرئاسي وسط أجواء عادية جدا، ونجاح الجزائريين في اجتياز امتحان الخميس بسلام شارك في صنعهم، إضافة إلى المواطنين البسطاء، ما يقارب المائتي ألف رجل شرطة ودرك وعسكري، سهروا جميعا على ضمان السير الحسن للاستحقاق، خصوصا في بعض المناطق التي شهدت حوادث خطيرة مؤخرا، مثل غردايةوبجاية، واستحق هؤلاء الرجال على ذلك العلامة الكاملة.. برافو.