أعلنت لجنةُ الانتخابات في مالاوي زعيمَ المعارضة بيتر موثاريكا فائزا بالرئاسة في هذا البلد الإفريقي المغمور.. موثاريكا رئيس الحزب الديمقراطي التقدمي فاز بأكثر من ستة وثلاثين في المائة من الأصوات، متقدما على الرئيسة المنتهية ولايتها جويس باندا التي حلت ثالثة بعشرين في المائة من الأصوات وراء مرشح حزب المؤتمر لازاروس شاكويرا الذي حل ثانيا بأكثر من سبعة وعشرين في المائة. وكانت الرئيسة باندا أصدرت قرارا في الرابع والعشرين ماي يقضي بإلغاء الانتخابات الرئاسية والتشريعية بحجة ما وصفتها بالمخالفات الخطرة، لكن المحكمة العليا في البلاد أسقطت القرار وأمرتها بعدم التدخل في المسار الانتخابي.. وعليه عادت الرئيسة واعترفت بهزيمتها وهنأت الفائز موثاريكا بفوزه في انتخابات شديدة التنافس، ودعت أنصارها لاحترام قرار الصندوق.. حدث هذا في مالاوي التي لمن لا يعرفها هي مستعمرة بريطانية قديمة استقلت عام ألف وتسعمائة وواحد وستين في اتحاد مع روديسيا، ثم انفصلت عنها عام ألف وتسعمائة وأربعة وستين.. دولة تعاني التخلف والأمراض وكثرة الوفيات لا يتجاوز فيها الأمل في الحياة تسعا وأربعين سنة للرجال، وإحدى وخمسين سنة للنساء... ومع ذلك عرفت معنى الديمقراطية وقدرتها، وضرورة احترام الإرادة الشعبية وقدستها..فخذوا العبرة من مالاوي... أيها الجاثمون على صدور الشعوب !..