شكك الوزير الأول عبد المالك سلال في احتجاجات عين صالح، ووصفها بالحلقة الجديدة في مسلسل محاولة زعزعة استقرار البلاد وضرب أمنها، وقال أن "التحريك من وراء الستار لن يؤتي مفعوله، وأصحاب الضربات المستهدفة جنوب البلاد سيفشلون مثلما فشلوا في ورڤلة وغرداية". ودعا سلال في الكلمة التي ألقاها بمناسبة الاحتفالات الرسمية للذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين التي احتضنتهما هذه السنة مدينتا النفط أرزيو وحاسي مسعود، إلى ضرورة الحفاظ على الوحدة والسيادة الوطنيتين، مبرزا تمسك الشعب الجزائري بثوابته المتمثلة في الإسلام والعروبة والأمازيغية. وقال سلال: "لابد أن نحافظ اليوم على الوحدة الوطنية"، مضيفا أن "الجزائر حرة في قراراتها الاقتصادية والسياسية، ولا أحد بإمكانه أن يملي عليها القرارات"، مشيرا إلى أن سيادة الجزائر واستقلالية قرارها يعززهما وضعها المالي وتحررها من أي مديونية، وقال "لولا الدفع المسبق للمديونية، لكنا اليوم ندق أبواب "الأفامي"، متسولين ومتوسلين المساعدة"، وأما اليوم فأمرنا بأيدينا وإمكانياتنا هي سندنا لتجاوز أزمة البترول "وبعث الاقتصاد الوطني" . وبعد أن تطرق الوزير الأول إلى الأوضاع التي تمر بها البلاد، أشار إلى "أن هناك من يحاول التشكيك فيما بين الجزائريين من خلال إثارة النعرات الجهوية والمساس بالوحدة الوطنية"، مضيفا أن "هناك من حاول السعي لإثارة الفتنة في الشمال ولم ينجحوا في ذلك مما دفع بهم للجوء إلى الجنوب بكل من غرداية وورڤلة وجانت وفشلوا أيضا في ذلك". وأضاف سلال أنه "بعد هذا الفشل، توجهوا الآن إلى عين صالح، غير أنهم لن يفلحوا في مسعاهم"، لأن الشعب الجزائري كما قال "واحد والجزائر اليوم بلد مستقر وهي جزيرة تصدر الأمن والأمان في المنطقة"، موضحا "ليس بإمكان هؤلاء المساس بأصالة الشعب الجزائري المعروف بتنوعه الثقافي وتمسكه بالاسلام وكذا بحكمة سكان منطقة الجنوب"، ودعا إلى الحفاظ على هذه الخصائص التي تعكس شموخ وعزة الشعب الجزائري. وعاد سلال بالزمن إلى الوراء، وذكر بالأوضاع التي مرت بها البلاد في التسعينيات، وقال أن 200 ألف ضحية دفعت ثمن "محاولة تسييس الدين وخلق الفتنة، غير أنه بفضل الله، ثم الرجال" -أضاف- تمكن الشعب الجزائري من مواجهة الارهاب بمفرده وقت كان لا أحد يعرف معنى الإرهاب وذلك من خلال مقاومته وسياسة المصالحة الوطنية التي بادر بها الرئيس، مشيرا إلى أن العالم اليوم كله يحارب الإرهاب دون ان يتمكن من القضاء عليه.