خدمات الحالة المدنية لوازرة الخارجية كل يوم سبت.. تخفيف الضغط وتحسين الخدمة الموجهة للمواطن    الذكرى ال70 لاستشهاد ديدوش مراد: ندوة تاريخية تستذكر مسار البطل الرمز    التقلبات الجوية عبر ولايات الوطن..تقديم يد المساعدة لأزيد من 200 شخص وإخراج 70 مركبة عالقة    اليوم الوطني للبلدية: سنة 2025 ستشهد إرساء نظام جديد لتسيير الجماعات المحلية تجسيدا للديمقراطية الحقيقية    وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية يشدد على نوعية الخدمات المقدمة وتعزيز استعمال الدفع الإلكتروني    حزب العمال يسجل العديد من النقاط الايجابية في مشروعي قانوني البلدية والولاية    الرئيس يستقبل ثلاثة سفراء جدد    قافلة تكوينية جنوبية    تراجع صادرات الجزائر من الغاز المسال    فرنسا تتخبط    الجزائر تطالب بإعادة إعمار غزّة    هل يُعاد إعمار غزّة؟    المولودية على بُعد نقطة من ربع النهائي    مرموش في السيتي    نعمل على تعزيز العلاقات مع الجزائر    أمطار وثلوج في 26 ولاية    حريصون على احترافية الصحافة الوطنية    إحياء الذكرى ال70 لاستشهاد البطل ديدوش مراد    بلمهدي: هذا موعد أولى رحلات الحج    بسكرة : تعاونية "أوسكار" الثقافية تحيي الذكرى ال 21 لوفاة الموسيقار الراحل معطي بشير    كرة القدم/ رابطة أبطال افريقيا /المجموعة 1- الجولة 6/ : مولودية الجزائر تتعادل مع يونغ أفريكانز(0-0) و تتأهل للدور ربع النهائي    كرة القدم: اختتام ورشة "الكاف" حول الحوكمة بالجزائر (فاف)    حوادث المرور: وفاة 13 شخصا وإصابة 290 آخرين خلال ال48 ساعة الأخيرة    ري: نسبة امتلاء السدود تقارب ال 35 بالمائة على المستوى الوطني و هي مرشحة للارتفاع    مجلس الأمن الدولي : الدبلوماسية الجزائرية تنجح في حماية الأصول الليبية المجمدة    تجارة : وضع برنامج استباقي لتجنب أي تذبذب في الأسواق    سكيكدة: تأكيد على أهمية الحفاظ على الذاكرة الوطنية تخليدا لبطولات رموز الثورة التحريرية المظفرة    تطهير المياه المستعملة: تصفية قرابة 600 مليون متر مكعب من المياه سنويا    كأس الكونفدرالية: شباب قسنطينة و اتحاد الجزائر من اجل إنهاء مرحلة المجموعات في الصدارة    العدوان الصهيوني على غزة : ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 46899 شهيدا و110725 جريحا    تقلبات جوية : الأمن الوطني يدعو مستعملي الطريق إلى توخي الحيطة والحذر    الجزائرتدين الهجمات المتعمدة لقوات الاحتلال الصهيوني على قوة اليونيفيل    منظمة حقوقية صحراوية تستنكر بأشد العبارات اعتقال وتعذيب نشطاء حقوقيين صحراويين في مدينة الداخلة المحتلة    اتحاد الصحفيين العرب انزلق في "الدعاية المضلّلة"    الأونروا: 4 آلاف شاحنة مساعدات جاهزة لدخول غزة    دخول مركب "كتامة أغريفود" مرحلة الإنتاج قريبا    التنفيذ الشامل لاتفاق السلام لتحقيق المصالحة الوطنية في جنوب السودان    اقرار تدابير جبائية للصناعة السينماتوغرافية في الجزائر    وزير الاتصال يعزّي في وفاة محمد حاج حمو    رقمنة 90 % من ملفات المرضى    بشعار "لا استسلام للخضر" في مباراة الحظ الأخير    مسابقة لاختيار أحسن لباس تقليدي    الجزائر تستضيف طبعة 2027 من المنافسة القارية    قتيل وستة جرحى في حادثي مرور خلال يومين    توقيف 3 أشخاص بحوزتهم 692 قرص مهلوس    تعيين حكم موزمبيقي لإدارة اللقاء    بلعريبي… وزارة السكن تطلق حملة لمكافحة التغييرات العشوائية في السكنات    بلمهدي يزور المجاهدين وأرامل وأبناء الشهداء بالبقاع المقدّسة    جائزة لجنة التحكيم ل''فرانز فانون" زحزاح    فكر وفنون وعرفان بمن سبقوا، وحضور قارٌّ لغزة    المتحور XEC سريع الانتشار والإجراءات الوقائية ضرورة    بلمهدي يوقع على اتفاقية الحج    تسليط الضوء على عمق التراث الجزائري وثراء مكوناته    كيف تستعد لرمضان من رجب؟    ثلاث أسباب تكتب لك التوفيق والنجاح في عملك    الأوزاعي.. فقيه أهل الشام    نحو طبع كتاب الأربعين النووية بلغة البرايل    انطلاق قراءة كتاب صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك عبر مساجد الوطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا‮ "‬يعطس" الأفلان كلما أمطرت في‮ ‬قمة السلطة؟
يعقد اليوم مؤتمره العاشر في‮ ‬أجواء عاصفة

يعقد اليوم حزب جبهة التحرير الوطني،‮ ‬مؤتمره العاشر في‮ ‬جو عاصف،‮ ‬يطبعه الصراع بين مختلف أجنحته،‮ ‬حول العديد من المسائل،‮ ‬بداية بمدى شرعية التحضير له،‮ ‬كما‮ ‬يقول المعارضون،‮ ‬وانتهاء بدور هذه المحطة وما إذا كانت ستنهي‮ ‬سنوات من التململ والتمرد ضد قيادات هذا الحزب المتعاقبة‮. "‬الملف السياسي‮" ‬لهذا الخميس،‮ ‬سيعرض إلى خصوصية‮ "‬الحزب الجهاز‮"‬،‮ ‬ويحاول تفكيك لغز زكامه كلما أمطرت في‮ ‬قمة هرم السلطة‮.‬
لم‮ ‬يفارق السلطة منذ ولادته قبل نصف قرن
الأفلان الحزب الجهاز‮.. ‬ولد ليحكم
‬بات أي‮ ‬تململ في‮ ‬حزب جبهة التحرير الوطني،‮ ‬مؤشرا على اندلاع صراع على مستوى عال في‮ ‬قمة هرم السلطة،‮ ‬وهكذا ظل الحزب العتيد مسرحا لكل المعارك التي‮ ‬عاشتها البلاد على مدار أزيد من نصف قرن‮.‬
وتعطي‮ ‬هذه القراءة مصداقية لتسمية‮ "‬الحزب الجهاز‮"‬،‮ ‬التي‮ ‬عادة ما‮ ‬يطلقها أبناء الأفلان على حزبهم،‮ ‬فهو،‮ ‬وإن كان‮ ‬يخضع لقانون الأحزاب،‮ ‬ويشارك كغيره في‮ ‬الانتخابات،‮ ‬إلا أن ثقله في‮ ‬الواقع‮ ‬يتجاوز مفهوم الحزب،‮ ‬ويتحوّل إلى مجرد أداة وآلية توظفها السلطة في‮ ‬ممارسة الحكم،‮ ‬بما‮ ‬يرسخ،‮ ‬ظاهريا،‮ ‬مرحلة التعددية السياسية التي‮ ‬دخلتها البلاد في‮ ‬نهاية الثمانينات‮.‬
فعلى الرغم من أن‮ "‬الأفلان‮"‬،‮ ‬يوجد ضمن حظيرة تحصي‮ ‬أكثر من ستين حزبا،‮ ‬وهو معطى‮ ‬يصب في‮ ‬مصلحة البضاعة السياسية التي‮ ‬تسوّقها السلطة،‮ ‬إلا أنه‮ ‬يبقى‮ ‬يمارس الأحادية،‮ ‬على الأرض،‮ ‬بسبب العلاقة‮ ‬غير الطبيعية التي‮ ‬تربطه بالسلطة،‮ ‬بحيث تسخّر له الإدارة وتجيّش له الإرادات داخلها في‮ ‬كل الاستحقاقات،‮ ‬حتى‮ ‬يبقى مهيمنا على المشهد السياسي‮.‬
‬كما‮ ‬يعتبر‮ "‬العتيد‮" ‬بمثابة الحديقة الخلفية للنظام،‮ ‬فعن طريقه‮ ‬يكرّم رجالات السلطة وخزانها من شخصيات الجمهورية،‮ ‬وعبره‮ ‬يوزّع ريع المسؤوليات عن طريق العضوية في‮ ‬البرلمان بغرفتيه وفي‮ ‬الوزارات والسفارات وبقية مؤسسات الدولة،‮ ‬بما فيها تولي‮ ‬المناصب السامية في‮ ‬الشركات العمومية‮..‬
وتجسّد هذه القراءة مقولة بلعياط الشهيرة في‮ ‬العام‮ ‬1996‮ ‬بعد أن أنهى بنجاح رفقة كل من حجّار وبودينة ما عرف ب‮ "‬المؤامرة العلمية‮"‬،‮ ‬ضد الحكيم الراحل،‮ ‬عبد الحميد مهري،‮ ‬التي‮ ‬جاء فيها‮: "‬كنا منا السفير ومنا الوزير،‮ ‬ولما جاء مهري‮ ‬على رأس الحزب،‮ ‬حرمنا من كل شيء‮".‬
وتصبّ‮ ‬عبارة بلعياط في‮ ‬التوجه القائل بأن الأفلان ولد لكي‮ ‬يحكم ويمتع أبناءه بالامتيازات ويمكنهم من الريوع،‮ ‬وليس ليكون في‮ ‬المعارضة،‮ ‬ولهذا لم‮ ‬يلبث الأمين العام الأسبق،‮ ‬بوعلام بن حمودة،‮ ‬الذي‮ ‬خلف الراحل مهري،‮ ‬أن أعاد‮ "‬حليمة إلى عادتها القديمة‮"‬،‮ ‬ومع ذلك لم‮ ‬يلق الطريق محفوفا بالورود مثلما توقع،‮ ‬لأن السلطة عاقبته بإدخال ضرة له إلى بيت الزوجية،‮ ‬عقابا لتمرّده،‮ ‬ممثلة في‮ ‬التجمع الوطني‮ ‬الديمقراطي،‮ ‬في‮ ‬العام‮ ‬1997،‮ ‬وهي‮ ‬الضرة التي‮ ‬بقيت المحظية الأولى لدى السلطة،‮ ‬لمدة خمس سنوات كاملة،‮ ‬قبل أن‮ ‬يعيد بوتفليقة الأمور إلى نصابها،‮ ‬في‮ ‬العام‮ ‬2002‮.‬
وإلى‮ ‬غاية اليوم،‮ ‬لا‮ ‬يزال الأفلان،‮ ‬المحظية الأولى للسلطة،‮ ‬وهو ما‮ ‬يعني‮ ‬أن ما‮ ‬يحدث على مسرح المؤتمر العاشر من صراعات وتجاذبات،‮ ‬هي‮ ‬واجهة لما‮ ‬يحدث بين رجالات الخفاء،‮ ‬من أجل التموقع تحسبا لاستحقاقات مقبلة،‮ ‬ليس بالضرورة أنها تتعلق بانتخابات،‮ ‬لأن ذلك‮ ‬يعتبر مجرد رافد من روافد الصراعات،‮ ‬ولكنها أبعد وأكثر تشعّبا من ذلك بكثير‮. ‬

قليل من الديمقراطية وكثير من‮ "‬المهماز‮"‬
الأفلان‮.. ‬أمين عام جديد لكل‮ "‬ترتيب سياسي‮" ‬طارئ
‬ر‮ ‬غم أنه كان رمزا للأحادية،‮ ‬إلا أن الأفلان صنع الاستثناء في‮ ‬مسألة التداول على قيادته،‮ ‬متجاوزا عقدة‮ "‬الزعيم الأبدي‮" ‬في‮ ‬صورة حنون وسعدي‮ ‬وجاب الله‮.. ‬حيث تداول عليه‮ ‬11‮ ‬أمينا عاما‮.‬
بعد أحداث‮ ‬5‮ ‬أكتوبر،‮ ‬كان لزاما أن‮ "‬يضحي‮" ‬النظام بأحد أبنائه،‮ ‬أحد ممن‮ ‬يٌنظر إليهم على أنه رمز للأحادية،‮ ‬فكان خيار إبعاد محمد شريف مساعدية،‮ ‬وكان ذلك إيذانا بدوران عداد سقوط مسؤولي‮ ‬الآفلان الذي‮ ‬سجل أن لا أمين عام أكمل عهدته كاملا،‮ ‬فهذا‮ "‬حكيم الجزائر‮" ‬الراحل عبد الحميد مهري‮ ‬الذي‮ ‬تسلم قيادة الحزب خلفا لمساعدية،‮ ‬عمل على تبييضه،‮ ‬بنقله إلى المعارضة بعد ما كان‮ "‬ظهرا‮ ‬يركب وضرعا‮ ‬يحلب‮" ‬من قبل النظام،‮ ‬غير أن ذلك لم‮ ‬يشفع له،‮ ‬فحرك النظام بيادقه‮ (‬حجار،‮ ‬بلعياط،‮ ‬بودينة‮) ‬فيما عرف بالمؤامرة العلمية،‮ ‬وتم استكمال فصول إسقاط مهري‮ ‬في‮ ‬اجتماع اللجنة المركزية لعام‮ ‬1996‮.‬
صاحب مقولة‮ "‬قالولي‮"‬،‮ ‬بوعلام بن حمودة،‮ ‬ومع اقتراب موعد رئاسيات‮ ‬1999،‮ ‬أبان عن رغبة في‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ "‬فارس‮" ‬الحزب فيها،‮ ‬وإن لم‮ ‬يكن كذلك فالخيار المتاح للأفلان دعم المجاهد‮ ‬يوسف الخطيب،‮ ‬على حساب بوتفليقة،‮ ‬لكن بن حمودة سرعان ما تراجع عن خياره وعلّل دعمه هذا ب"قالولي‮"‬،‮ ‬ولم‮ ‬يشفع له ذلك،‮ ‬وبدأ مسعى الإطاحة به،‮ ‬ولم‮ ‬يستطع المقاومة،‮ ‬فاٌبعد من منصبه قبل المؤتمر بعد تلقيه الإشارة بأنه بات‮ ‬غير مرغوب فيه‮.‬
ويظهر أن الرغبة في‮ ‬الرئاسة تحرق الأفلانيين،‮ ‬وهو ما حصل مع ابن الأوراس،‮ ‬بن فليس،‮ ‬الذي‮ ‬قربه الرئيس بوتفليقة،‮ ‬فمن مدير لديوانه إلى رئاسة للحكومة،‮ ‬وفي‮ ‬نهاية‮ ‬2003‮ ‬أعلنها صراحة انه سيخوض انتخابات الرئاسة،‮ ‬وقام خلال المؤتمر الثامن بنزع صورة بوتفليقة من القاعة،‮ ‬وألقى خطاب مرشح للرئاسيات لا أمينا عاما للحزب،‮ ‬بعدها مباشرة بدأ‮ "‬التخلاط‮".. ‬واختير بعدها بلخادم أمينا عاما،‮ ‬بعد أن أقحمت العدالة في‮ ‬أزمة الحزب واشتغلت ليلا فسميت‮ "‬عدالة الليل‮" ‬التي‮ ‬قضت بإبطال مؤتمر بن فليس‮.‬
متاعب بلخادم،‮ ‬بدأت مبكرا،‮ ‬وانطلقت مع المؤتمر الثامن الجامع في‮ ‬عام‮ ‬2004،‮ ‬وتحديدا مع اختيار أعضاء الأمانة والهيئة التنفيذية التسمية التي‮ ‬اعتمدت خلال المؤتمر،‮ ‬ثم تم التراجع عنها فلم لم‮ ‬يجد اسمه في‮ ‬العضوية ناصب العداء له،‮ ‬وازدادت مساحة الغاضبين في‮ ‬تشريعات‮ ‬2007،‮ ‬وتوسعت مع المؤتمر التاسع الذي‮ ‬عقد في‮ ‬2010‮ ‬بعد ما حيّد الكثير من‮ "‬الفيلة‮" ‬من عضوية المكتب السياسي،‮ ‬وهكذا لكم‮ ‬يكتب لبلخدام الاستمرار إلى‮ ‬غاية انتهاء عهدته فوجد نفسه في‮ ‬مواجهة‮ "‬العواصف‮" ‬التي‮ ‬أطاحت به في‮ ‬موقعة‮ "‬الرياض‮"‬،‮ ‬فيما‮ ‬يتحدد اليوم في‮ ‬المؤتمر العاشر إن كان سعداني‮ ‬سينضم لقافلة أسلافه‮.‬


مسؤول التنظيم في‮ ‬الأفلان مصطفي‮ ‬معزوزي
ليس الأمناء العامون السابقون من‮ ‬يعطي‮ ‬الشرعية للمؤتمر
‬يدافع القيادي‮ ‬في‮ ‬حزب جبهة التحرير الوطني‮ ‬مصطفى معزوزي‮ ‬في‮ ‬هذا الحوار القصير،‮ ‬عن شرعية المؤتمر العاشر للأفلان،‮ ‬معتبرا أن الموقعين ضد سعداني‮ ‬قِلّة قليلة لا‮ ‬يتجاوز عددهم‮ ‬35‮ ‬عضوا باللجنة المركزية والباقي‮ ‬نواب لا أكثر‮.‬

إذا المؤتمر سيعرف‮ ‬غياب ثلاثة أمناء عامين سابقين لجبهة التحرير الوطني،‮ ‬ألا‮ ‬يطعن ذلك في‮ ‬شرعيته؟
ليس لدينا معلومات بغياب هؤلاء الأمناء العامين السابقين،‮ ‬والمؤتمر‮ ‬يستمد شرعيته من المندوبين ال3500‮ ‬وهم من‮ ‬يعطيه المصداقية،‮ ‬وأريد التأكيد على أن الأمناء العامين السابقين من واجبهم أن‮ ‬يحضروا ويدعون للمصالحة داخل الحزب بعد عامين من فتنة مفتعلة،‮ ‬وأعيد وأكرر حضورهم مرحب به‮.‬
إضافة إلى ذلك فأنا أوجه لهم دعوة نضالية من أجل الحضور تماما مثل ما فعل الأمين العام عمار سعداني،‮ ‬ثم إن أمناء عامين سابقين حدث وأن تغيبوا عن مؤتمر الحزب،‮ ‬وإضافة لذلك حتى بن فليس لن‮ ‬يحضر وهو كان أمين عام سابق إذن فالكل اختار طريقه بنفسه‮.‬

عدم حضور أمناء عامين سابقين للحزب ألا‮ ‬يعطي‮ ‬الانطباع بأن هناك تجاوزات في‮ ‬التحضير للمؤتمر ال10‮ ‬وأن هذا الأمر تمت‮ "‬إخاطته‮" ‬على المقاس؟
هذا القول‮ ‬يصح إذا أخذ الأمناء العامون السابقون برأي‮ ‬جهة معينة،‮ ‬لكن لا أعتقد أنهم متأثرون بآراء الغير،‮ ‬وهم أنفسهم مروا بأزمات خلال إشرافهم على الحزب،‮ ‬والفرق بين أزماتهم والأزمة الحالية،‮ ‬هو في‮ ‬كون الأزمة الحالية مفتعلة،‮ ‬ومن باب الواجب تجاه حزبهم أن‮ ‬يحضروا المؤتمر الذي‮ ‬سيضع الحزب على السكة الطبيعية،‮ ‬أين سيشهد القانون الأساسي‮ ‬ثورة حقيقية،‮ ‬بعد أن ساد الارتجال خلال السنوات الماضية،‮ ‬وتم تغييب القانون الأساسي،‮ ‬وحدثت تأويلات له وبعض التجاوزات‮.‬

كيف تفسرون ارتفاع حدة المعارضين وعددهم عشية انعقاد المؤتمر؟
أؤكد لك أن هذه الجماعة‮ "‬ما كاين والو‮"‬،‮ ‬ونحن نعرفهم بالإسم،‮ ‬وخلال اجتماع اللجنة المركزية سيكتشفون مفاجآت كبيرة،‮ ‬لأن أرقاما خيالية تسوق الآن عبر وسائل الإعلام،‮ ‬فالقائمة قديمة وتضم نوابا وليس أعضاء لجنة مركزية،‮ ‬والقائمة أصلا تعود إلى الصراع السابق حول الكتلة البرلمانية‮.‬
وما وجب التأكيد عليه هو أن القائمة المرفقة لبيان صالح ڤوجيل التي‮ ‬نشرت في‮ ‬الصحافة ليس فيها أكثر من‮ ‬35‮ ‬عضوا في‮ ‬اللجنة المركزية وجلهم من النواب وليس من أعضاء اللجنة المركزية‮.‬

العدالة فصلت في‮ ‬النزاع ساعات قليلة قبل المؤتمر،‮ ‬ألا‮ ‬يعتبر هذا توظيفا للعدالة وجعل الطرف الآخر أمام الأمر الواقع؟
العدالة فصلت،‮ ‬وقبل ذلك أعطت مهملة للطرفين محل النزاع ومنحتهم أسبوعا من اجل تقديم العرائض لا أكثر ولا أقل،‮ ‬والإجراء مرّ‮ ‬بشكل عادي‮ ‬لتوكيل محامين من الطرفين ودراسة العرائض المقدمة من كل طرف،‮ ‬والعدالة اتخذت القرار طبقا لضمير القاضي‮.‬

أحمد رواجعية الخبير في‮ ‬علم الاجتماع السياسي‮ ‬يقرأ ظاهرة‮ ‬
الأفلان فقد هويته الثورية وصراعاته انعكاس لارتباطه بالسلطة
يرى أحمد رواجعية،‮ ‬المختص في‮ ‬علم الاجتماع السياسي،‮ ‬أن جبهة التحرير الوطني‮ ‬فقدت هويتها الثورية المدافعة عن المكاسب الاجتماعية وتحولت إلى شريك متواطئ مع صناع القرار وبارونات القطاع الخاص،‮ ‬معتبرا أن ما‮ ‬يعيشه الآفلان اليوم من صراعات هو انعكاس طبيعي‮ ‬لفقدان استقلاليته كحزب سياسي.‬

‬تعيش جبهة التحرير الوطني‮ ‬على وقع احتجاجات عنيفة بين أجنحة متصارعة على قيادة الحزب عشية انعقاد المؤتمر العاشر،‮ ‬ما هي‮ ‬قرأتك لما‮ ‬يحدث داخل الحزب؟
‬قراءتي‮ ‬للمواجهات والصراعات الحاصلة بين التيارات المختلفة داخل حزب جبهة التحرير الوطني‮ ‬هي‮ ‬أن التحديات التي‮ ‬تحكم هذه الصراعات ليست سياسية بأتم معنى الكلمة،‮ ‬وليست نضالات تنافسية‮ ‬يحركها مشروع مجتمعي،‮ ‬ولكن هذه الصدامات سببها المصالح الشخصية والانتهازية المحضة،‮ ‬حيث‮ ‬يسعى كل طرف للسيطرة على جهاز الحزب،‮ ‬ويحاول طمس الأطراف الأخرى،‮ ‬هذه هي‮ ‬الأسباب الحقيقية،‮ ‬التي‮ ‬دفعت باقتراب المؤتمر العاشر للحزب،‮ ‬بالأطراف إلى الانخراط في‮ ‬صراعات على جبهات متعاكسة.‬
‬لماذا برأيك إذن لم تعد الصراعات داخل الآفلان من أجل تنفيذ مشاريع مجتمعية،‮ ‬بقدر ما هي‮ "‬هوشة‮" ‬على الكراسي‮ ‬والمصالح والمنافع؟
‬أجبت عن هذا السؤال في‮ ‬وقت سابق بالقول إن الآفلان ليس كما كان عليه قبل‮ ‬1962‮ ‬ذلك الحزب الثوري‮ ‬الذي‮ ‬يجسد أحلام وتطلعات الشعب في‮ ‬تقرير المصير والحرية‮... ‬فهو‮ ‬يعتبر الآن في‮ ‬نظر السواد الأعظم من الشعب،‮ ‬مجرد مجموعة من المصالح الضيقة التي‮ ‬تضحي‮ ‬بمصالح الأمة على مذبح المنافع الخاصة‮. ‬ولن‮ ‬ينخدع أحد بنفاق وتواطؤ الأفلان وتحالفه مع مصالح صناع القرار والقطاع الخاص،‮ ‬ولم‮ ‬يعد الآفلان ذلك الحزب الثوري‮ ‬والوطني‮ ‬كما كان بين‮ ‬1954 ‬و1962‮ ‬السنة التي‮ ‬شرع في‮ ‬عملية تحول نتيجة لانهيار القيم الأخلاقية والفساد المترامي‮ ‬الأطراف.‬
يعني‮ ‬هذا أن الآفلان رغم عقود من الوجود لم‮ ‬يتمكن بعد من الاستقلالية عن الحكم،‮ ‬وبالتالي‮ ‬ما‮ ‬يعيشه‮ ‬يعتبر انعكاسا لصراع في‮ ‬أعلى هرم السلطة؟
‬أعتقد أن جبهة التحرير الوطني‮ ‬شريك حتمي‮ ‬لا مفر منه للسلطة السياسية على الرغم من‮ "‬الاستقلالية‮" ‬الظاهرة للحزب،‮ ‬وقد احتفظ بهذه المكانة في‮ ‬النظام‮ "‬التعددي‮" ‬بعد تعديل دستور فبراير‮ ‬1989،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فهو جزء لا‮ ‬يتجزأ من السلطة،‮ ‬ما‮ ‬يعني‮ ‬أنه‮ ‬يتأثر بشكل أو بآخر بأي‮ ‬اضطرابات في‮ ‬أعلى هرم السلطة،‮ ‬كما‮ ‬يحظى في‮ ‬نفس الوقت بتأييد جماهيري‮ ‬لقطاعات لازالت تؤمن به،‮ ‬بالرغم من النكسات وخيبات الأمل التي‮ ‬يتعرض لها الحزب. ‬
‬هناك من‮ ‬يرى أن الآفلان حزب‮ "‬المؤامرات العلمية‮" ‬حيث‮ ‬يكفي‮ ‬أن توجه السلطة بأصابعها للمناضلين لتنحية من تريد وتعين من تريد؟‮ ‬غير أن أنصار الحزب‮ ‬يرون في‮ ‬الآفلان الحزب الوحيد الديمقراطي‮ ‬في‮ ‬الساحة حيث‮ ‬يتم التداول على القيادة،‮ ‬عكس الأحزاب الأخرى التي‮ ‬بقيت بنفس القيادة منذ تأسيسها؟
"‬المؤامرة العلمية‮" ‬ليس لها أي‮ ‬معنى في‮ ‬الآفلان،‮ ‬وكل ما في‮ ‬الأمر أنها مجرد مؤامرات داخلية،‮ ‬كما أن السلطة السياسية لم تتحكم في‮ ‬حليفها التقليدي‮ ‬والسيطرة على هيئاته باعتبار أنه شريك لها.‬
أما بالنسبة لادعاءات أنصار الآفلان،‮ ‬بأن الحزب هو الديمقراطي‮ ‬الوحيد في‮ ‬الساحة من خلال التداول على المناصب السياسية داخله،‮ ‬فهذه دعاية تهدف إلى خداع الرأي‮ ‬العام أكثر من أي‮ ‬وقت مضى‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.