قال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، أن خطاب الرئيس عشية الذكرى ال 61 لاندلاع الثورة التحريرية، أراد أن يوجه من خلاله للشعب الجزائري بأكمله رسالة مفادها أن السياسة التي ينتهجها في البلاد والتي يجب أن يتم السير عليها هي خط نوفمبر، وأن الرئيس عندما أكد على السياسة الخارجية في كلمته وقال بعدم قبول التدخل الأجنبي في البلاد، كان للتذكير بعدم قبول الجزائر إقامة قواعد عسكرية على أراضيها أو التدخل في شؤونها الداخلية من أي جهة. وأبرز، سعداني في تصريح خص به "الشروق" أمس، أن الخطاب جاء ليؤكد أن مصدر الحكم في البلاد مستنبط من بيان نوفمبر، وهو دولة الحقوق والواجبات ودولة ديمقراطية هادئة لا تهتز المؤسسات بتنفيذها، وذكر أن بوتفليقة أكد أيضا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها البلاد، وأراد أن يرفع همة الشعب ليؤكد بأن الفترة التي تمر بها الجزائر لا تعد استثناء بل هي فترة تمر بها باقي الدول، وأن المنطقة حبلى بالصراعات كما أن انخفاض المداخيل بسبب انهيار أسعار النفط، يعني أن شد الحزام هو مطلب لكل المواطنين والمسؤولين، وأن الدولة التي يسيرها لا تستمد الحكم إلا من الشعب، وهو بحسب سعداني مطلب أساسي لبناء دولة مدنية. وذكر الرجل الأول في الأفلان، أن حديث الرئيس في مسودة تعديل الدستور، عن تعزيز دور المعارضة، تجعل من وجود المعارضة في مناقشات الدستور ضرورية "اليوم تحدثت إلى عدد من الأحزاب وقلت بأنه عليها حضور النقاشات وتطالب بما تشاء، لأن الرئيس يريد أن يعطيها حقها في بناء كيان الدولة"، وأضاف بأن المعارضة كانت قد طالبت بآلية مستقلة لمراقبة الانتخابات وتمت الاستجابة لها، "لذلك على الأحزاب أن تتفق على تشكيلة ودور اللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات وحزبنا مع وجود شخصيات مستقلة وممثلي الأحزاب وتنظيمات المجتمع المدني في تشكيلة اللجنة"، مشيرا إلى أنه يتعين أن تبقى أبواب هذه اللجنة مفتوحة إلى كل من يهمه الأمر، معتقدا أن هذه الهيئة ستنوب عن المعارضة حتى في حال عدم حضورها لأنها ستكون مستقلة، منوها بما جاء في الرسالة بخصوص توسيع دور المعارضة البرلمانية في إخطار المجلس الدستوري بشأن مختلف القوانين التي يوافق عليها البرلمان، معتبرا بأن فحوى الرسالة يوحي بأن الدستور القادم يؤسس لدولة مدنية يشارك فيها الجميع. ولفت الأمين العام للأفلان إلى تحذيرات الرئيس التي وجهها للشعب، سواء داخليا أو خارجيا، وقال أنه حذر داخليا من الهزات وممن لا يريدون الخير والاستقرار للبلاد، وممن ليسوا واعين بالمرحلة وأهميتها وأهمية التلاحم لتجاوزها، كما حذر برأيه من الأطراف التي تريد التشكيك في من يقودون البلاد. الأرندي: الرئيس أعطى كل الضمانات للمعارضة يرى الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي الصديق شهاب أن رئيس الجمهورية قد منح للمعارضة والأغلبية "كل الضمانات" لكل واحد منها في موقعه للتجند في خدمة الجزائر، وأن إحداث آلية مستقلة لمراقبة الانتخابات يعتبر مكسبا ثمينا للديمقراطية في الجزائر، موضحا بأن كيفية تشكيلتها "خاضعة للنقاش والإثراء من طرف الجميع"، واعتبر شهاب أن مضمون الرسالة هو التزام من الرئيس "للمضي قدما في بناء جزائر مستقرة وبناء مؤسسات قوية تخدم الديمقراطية" مما سيساهم في ربح معركة التنمية. "الجزائر الجديدة": رسالة الرئيس مطمئنة تحتاج إلى تجسيد
وعبر رئيس حزب جبهة الجزائر الجديدة جمال بن عبد السلام عن اعتقاده بأن رسالة رئيس الجهورية هي "رسالة مطمئنة" لكنها تحتاج - كما قال - إلى "تجسيد ميداني" من خلال إجراءات وممارسات، وقال بخصوص إحداث لجنة مستقلة لمراقبة الانتخابات أن نجاحها يتطلب وجود "إرادة سياسية من السلطة للذهاب إلى انتخابات حرة ونزيهة"، مشددا على أهمية "استقلالية هذه اللجنة عن الإدارة وعن الأحزاب السياسية".