تفاقمت في الأعوام الأخيرة ظاهرة انتشار سيارات النقل غير المرخصة (الفرود) عبر مختلف أرجاء مدينة تيزي غنيف بولاية تيزي وزو، التي يفوق تعداد سكانها 30 ألف نسمة، حيث أصبح لهذا النوع من السيارات مواقف خاصة بها في مختلف أنحاء المدينة، ومرد ذلك عدة عوامل، أهمها عدم قيام أصحاب سيارات الأجرة بعملهم على أحسن وجه. فصاحب سيارات الأجرة في أغلب الأحيان يقدمون أعذارا وحججا للزبائن، مثل أن المكان الذي يريد الذهاب إليه بعيد، ويستغرق وقتا طويلا، خاصة أثناء الازدحام بالطرقات، أو أن الطريق غير صالح، وغيرها من الأعذار خاصة إذا كانت الوجهة القرى النائية بالدائرة. كما أن أصحاب سيارات الأجرة في بعض الأحيان يطالبون الزبون بمبلغ أكبر، ولهذا السبب أصبح الكثير من المواطنين يقصدون أصحاب سيارات "الفرود" لتلبية حاجتهم في التنقل، فهي تعمل إلى ساعات متأخرة من النهار، دون تقديم الأعذار والحجج. من جهة أخرى تمكن أصحاب مركبات "الفرود" من فرض أنفسهم على ساحة النقل، من خلال تخصيص مواقف خاصة بهم عبر مختلف أحياء المدينة، إذ توجد نحو 7 مواقف وقرابة 150مركبة "كلونديستان" بوسط المدينة تعمل باتجاه القرى موازاة مع أصحاب النقل الجماعي الذين يملكون رخص النقل رغم ذلك لقوا منافسة شرسة من قبلهم. والملاحظ في ممارسي هذه المهنة أن غالبيتهم من فئة الشباب البطال أو المتقاعدين الذين ملوا الجلوس في المقاهي، ولملء الفراغ اليومي اختاروها لكسب مصروف إضافي خصوصا مع غلاء المعيشة الذي لا تغطيه معاشاتهم، هذا دون ذكر الخدمة الجليلة التي يقدمونها للقرويين خاصة القاطنين في القرى النائية على غرار مداح، تزكرات، تحشاط، دهوس، إيدوشوثن، تمضيقث وغيرها من القرى. وحسب بعض الناقلين المرخص لهم- فإن أصحاب السيارات غير المرخصة استطاعوا فرض وجودهم على السلطات إلى جانب أصحاب سيارات الأجرة، وذلك بالرغم من الاحتجاجات التي قامت بها نقابة مركبات النقل الجماعي في عدة مناسبات، إلا أن الجهات الأمنية والسلطات المحلية لم تحرك ساكنا إزاء هذا الوضع، لأن هؤلاء الناقلين يعتبرون الملاذ الوحيد للمواطنين خاصة عندما تقل وسائل النقل أو حين يحصل إضراب في قطاع النقل بهذه الجهة حيث تأكد ذلك في أكثر من مرة.