العميد الأول نعيمة مازوني " للشروق ": نساء الشرطة في حداد و8 مارس مؤجل وسط مدائح دينية لفرقة "الشرفاء" أقيمت مراسيم اليوم الثالث لرحيل المغفور له بإذن الله العقيد تونسي بحضور لافت للعديد من الوجوه السياسية والعسكرية والمدنية ووزراء على رأسهم وزير الدولة عبد العزيز بلخادم ووزير الداخلية يزيد زرهوني ووزير السكن نورالدين موسى ووزيرة الثقافة خليدة تومي إلى جانب رفقائه في السلاح وإطارات أمنية عالية المستوى من أجل مشاركة عائلة الفقيد مصابها الجلل . " الشروق " حضرت أجواء اليوم الثالث في بيت العقيد علي تونسي رحمه الله " بجنان مالك " بوسط حيدرة، حيث لم تختلف كثيرا عن اليوم الأول .. جموع غفيرة توافدت على العائلة بغرض تأدية واجب التعزية . حالة السيدة تونسي تدهورت بصفة ملفتة للإنتباه، حزن عميق يبدو على وجهها الشاحب إلى درجة أنها لم تستطع الوقوف أمام العدد الهائل من المعزين الذين توافدوا عليها لتعزيتها..لم تنطق بأي كلمة ماعدا "الله يعطينا الصبر...ليس لدينا ما نفعله الآن بعد رحيله سوى الدعوة له بالمغفرة والالتحاق بروضة الصالحين .. " ، كما التزم أفراد العائلة الصمت ولم يدلوا بأي كلمة أمام الصدمة التي تلقوها ولم يكن همهم سوى كشف الحقائق من طرف المصالح المختصة حول مقتل الفقيد . كانت السيدة مازوني نعيمة عميد أول شرطة وهي أعلى إطار نسوي رتبة في الشرطة والتي كانت في حالة نفسية صعبة بحكم العلاقة التي جمعتها بتونسي الذي قلدها أعلى رتبة وعينها في منصب مديرة الدراسات، أول من تحدثنا معها حيث صرحت "للشروق" أن الأمور تعقدت بعد موت العقيد تونسي وحتى العمل أصبح ثقيلا جدا كيف لا وهو المعروف بنزاهته في العمل وكان يقول لنا دائما وأبدا "أقبل كل شيء غير التلاعب بمبادئ عمل الشرطة"، وتضيف قائلة "العقيد تونسي أطلق عملية واسعة لتطهير جهاز الشرطة من العناصر التي وصفها بغير المنضبطة، وكان ينهي مهام من تورط في أي قضية تمس بسمعة السلك، وهو ما مكن من إعادة الهيبة للشرطة الجزائرية، فبعد أن كان الشرطي منبوذا في غير عهده بسبب المعاملة الخشنة، أصبح منصبا لخدمة الشعب وأصبح تعامله اليومي مع المواطن بمختلف فئاته أكثر وثاقة، ما جعله سنده في كشف قضايا الإجرام، ولعل أكبر عملية قام بها كانت عزل ونقل في وقت واحد تقريبا العديد من كبار ضباط الاستعلامات العامة " . وتضيف ذات المتحدثة أنه كان يقول لنا "يجب أن يتحمل كل واحد مسؤوليته في الخطإ الذي يرتكبه"، لأن الصرامة في التعامل حسبه هي أساس بناء جهاز أمن حساس كجهاز الشرطة، حيث قدم مسؤولين كبار أمام العدالة، وجرد مسؤولين من رتبهم، نظرا لأخطائهم في العمل واستغلال مناصبهم السامية في قضاء مصالحهم شخصية " . كما عبرت السيدة مازوني عن أسفها فيما يخص بعض نساء سلك الأمن اللائي ينتظرن الثامن مارس لتقليدهم مناصب ورتب من طرف المغفور له بإذن الله، والأكيد أنه لا تقام أي احتفالات مثل السنوات السابقة... ومن جهتها لم تتأخر السيدة كراجة مستشارة في المديرية العامة للأمن الوطني ومسؤولة دار الطفولة المسعفة بالأبيار عن الموعد وعلامات الحزن كانت بادية على وجهها قائلة: "كان أبا للشعب وليس للشرطة فقط" وهذا الكلام يعني كل شيء. فيما صرحت السيدة " زاهية بن عروس " التي كانت بالقرب من زوجة علي تونسي أن الكل يشهد له بالكفاءة والدهاء مما أهله لأن يلعب عدة أدوار في عدد من مؤسسات الدولة . ولم تشذ وزيرة الثقافة خليدة تومي عن القاعدة وتقديم تعازيها لعائلة المرحوم العقيد تونسي، فقد كانت جد متأثرة بحكم العلاقة الجيدة التي كانت تربطها بالمغفور له بإذن الله، حيث صرحت لنا أن "أعداء الشرطة والأمن لن يستطيعوا تحطيم الجهاز وتنفيذ مخططاتهم بفضل المجاهد العقيد سي الغوثي رحمه الله، خاصة أنه جاء في وقت تعرف فيه الجزائر قفزة نوعية نحو المستقبل " .