شيّع ظهر أمس جثمان المدير العام للأمن الوطني، العقيد علي تونسي، إلى مثواه الأخير بمقبرة العالية بحضور عدد كبير من الطاقم الحكومي، يتقدمهم الوزير الأول أحمد أويحيى، ووزير الداخلية يزيد زرهوني في جو مهيب خيمت عليه علامات استفهام حول ظروف العملية التي توفي على إثرها “السي الغوثي” بمقر المديرية بحي باب الوادي وكانت مقبرة العالية تغص بالمسؤولين والمواطنين ورفقاء الشهيد من المؤسسة الأمنية والعسكرية والأسرة الثورية، حيث كان أول الوافدين وزير الدفاع الأسبق الجنرال خالد نزار، ثم الجنرال عطايلية، ثم لحقهما شقيقا رئيس الجمهورية السعيد وعبد الرحيم بوتفليقة، إلى جانب بعض الأصداء والزملاء. كما حضر مراسيم الدفن عدد كبير من الطاقم الحكومي يتقدمهم الوزير الأول أحمد أويحيى ووزير الداخلية يزيد زرهوني اللذان كانا يتقدمان النعش رفقة أبناء المرحوم، إلى جانب رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، ورئيس المجلس الدستوري بوعلام بسايح، وعضو مجلس الدولة الأسبق علي هارون، بالإضافة إلى الوزير المنتدب المكلف بالدفاع وكذا قائد أركان الجيش اللواء قايد صالح، وإطارات برئاسة الجمهورية ومستشارين لرئيس الجمهورية. وكان من المشيعين وسط أجواء مهيبة ترجمتها علامات الأسى والاستفهام حول حادثة اغتيال “السي الغوثي” أغلب رؤساء الحكومات السابقين، بلعيد عبد السلام، مولود حمروش، رضا مالك، علي بن فليس، أحمد بن بيتور، بالإضافة إلى رئيسي الغرفة السفلى السابقين، كريم يونس وعمار سعيداني، إلى جانب رؤساء أحزاب وبرلمانيين يتقدمهم الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، ورئيس حمس، أبوجرة سلطاني. وقد غص مربع الشهداء بمقبرة العالية بالوجوه الثورية، لاسيما من إطارات جهاز التسليح والارتباط “المالغ” الذي ينتمي إليها المرحوم، يتقدمهم الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السعيد عبادو، بالإضافة إلى عدد من ممثلي السفارات والسلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر. ولم يدل المسؤول الأول عن قطاع الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين يزيد زرهوني، لممثلي وسائل الإعلام بأي تصريح، شأنه في ذلك شأن أفراد عائلة المرحوم، وفي كلمة تأبينية تلاها العميد الأول، دهيمي الأخضر، نوه بخصال ومناقب الرجل وحكمته التي كانت آثارها الايجابية بارزة، سواء خلال مساره الثوري أو مختلف المسؤوليات التي تدرج فيها في صفوف الجيش الشعبي الوطني، مبرزا أن الفقيد ساهم في بناء معالم دولة قوية بعد الاستقلال، كما أكد دهيمي أن الرجل حرص على أمن الجزائر الذي وضعه من الأولويات، لاسيما خلال سنوات الإرهاب، حيث يعود إليه الفضل في تأهيل مختلف وحدات الأمن الوطني، ويكفيه فخرا أنه رفع شعار “دولة القانون تبدأ في صفوف الشرطة” و”المواطن هو أساس الأمن”. المرحوم علي تونسي المدير العام للأمن الوطني، المولود في 27 سبتمبر 1937، شارك في ثورة التحرير في سن مبكرة، كما شغل غداة الاستقلال العديد من المناصب العليا بمؤسسة الجيش الشعبي الوطني، وترك فيه أكبر بصماته، لاسيما من خلال مشاركته في تنظيم وهيكلة مصالح الأمن العسكري والمخابرات الذي غادره إلى التقاعد سنة 1988 برتبة عقيد، ليستدعى سنة 1995 كمدير عام للأمن الوطني، وهي الفترة التي كانت همجية الإرهاب تفعل فعلتها الشنيعة بكل وحشية.