العقيد علي تونسي يوارى التراب في مربع الشهداء ووري أمس التراب جثمان المدير العام لأمن الوطني العقيد علي تونسي بمقبرة العالمية بالعاصمة في جنازة مهيبة حضرها عددا من كبار المسؤولين في الدولة وإطارات سامية في سلك الأمن بمختلف أسلاكه يتقدمهم اخوته وأبناؤه الثلاثة. اكتظ أمس مربع الشهداء بمقبرة العالية عقب صلاة الجمعة بعدة شخصيات بارزة في الدولة إلى جانب بعض ممثلي السلك الدبلوماسي بالجزائر جاءوا كلهم لتعزية عائلة الفقيد في مصابها الجلل، بالإضافة إلى جمع من المواطنين الذين أبوا إلى أن يحضرون مراسيم الجنازة ويقومون بواجب العزاء. يزيد زرهوني وشقيقا الرئيس بوتفليقة كانوا أول الحاضرين كان أول الحاضرين إلى مقبرة العالية وزير الدولة وزير الداخلية نورالدين يزيد زرهوني والوزير الأول أحمد أويحيى وممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم وشقيقا رئيس الجمهورية السعيد بوتفليقة وعبد الرحيم إلى جانب رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح مرفوقا باللواء عبد المالك قنايزية الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع، بالإضافة إلى اللواء قائد سلاح الدرك الوطني أحمد بوسطيلة مرفوقا كذلك بقائد المجموعة الولائية للدرك الوطني بالجزائر العقيد طايبي مصطفى. وقد حضر مراسيم الجنازة كل من رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الدستوري بوعلام بسايح وعدد كبير من الوزراء منهم وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية المقيمة بالخارج جمال ولد عباس ووزير التكوين المهنيين الهادي خالدي ووزير العمل الطيب لوح ووزير الموارد المائية عبد المالك سلال ووزير الشؤون الدينية ابوعبد الله غلام الله ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي محمد الصغير باباس ووزير الاتصال عزالدين ميهوبي. كما حضرت المراسيم بعض الوجوه السياسية والتاريخية أمثال المجاهد ورئيس الحكومة الأسبق رضا مالك وسيد أحمد غزالي رئيس الحكومة الأسبق وكذا بعض الكتل البرلمانية وحتى الرياضية كمحي الدين خالف المدير الفني السابق للمنتخب الوطني ورئيس نادي اتحاد العاصمة سعيد عليق ومصطفى بيراف الرئيس المنتهية عهدته في اللجنة الأولمبية الجزائرية. أغلب الشخصيات حرصت على القيام بواجب العزاء اتجاه عائلة الفقيد هذا وحرصت أغلب الشخصيات التي توافدت على المقبرة تباعا وفي هذه المناسبة الأليمة التقدم بخالص تعازيها إلى عائلة الفقيد لتعرب لها عن تضامنها التام مع كافة أعضاء سلك الأمن الوطني في هذا المصاب الجلل الذي حل بمؤسسة كانت ولازالت إلى اليوم تساهم في حماية الجمهورية بكل شراسة. من جهة أخرى، خيم جو من الحزن والأسى على وجوه مشيعي الفقيد المجاهد علي تونسي أثناء تشييعه إلى مثواه الأخير، حيث شوهد أحد مجاهدي الأسرة الثورية بعد إلقاء الكلمة التأبينية في غاية الحزن على فراق أحد أصدقائه الذي عرفه أيام الثورة التحريرية المظفر . علي تونسي من المجاهد الفذ إلى القائد المحنك من جهته، أسهب العميد الأول الدهيمي لخضر مدير فرعي للتدريب بمديرية الوحدات الجمهورية للأمن الوطني في كلمة تأبينية ألقاها بالمناسبة بخصال المجاهد علي تونسي، حيث أكد بأنه يعد رمزا من رموز الجزائر وأبطالها لأنه ببساطة كان مجاهدا فذا بالثورة وقائد محنكا خلال الاستقلال من خلال تقلده عدة مناصب في أعلى هرم السلطة. العميد الأول الدهيمي لخضر ذكر الحاضرين بأن الفقيد حتى وإن رحل عن هذه الدنيا إلا أنه يبقى حاضرا طوال الوقت في أذهان أحبابه بمنجزاته التي أنجزها على مدار 16 سنة كاملة عمل فيها بتفاني وحب لهذا الوطن خصوصا وأن له الفضل كل الفضل في تطوير جهاز الأمن ومصالح الشرطة ولاسيما الشرطة الجوارية في بعدها وشقها الإنساني. الداخلية تعزي والتحقيق يبقى مفتوحا هذا وكانت وزارة الداخلية والجماعات المحلية قد أعلنت يوم الخميس عن وفاة العقيد علي تونسي المدير العام للأمن الوطني في حدود الساعة 10.45 صباحا أثناء جلسة عمل، حيث قام إطار في الشرطة قيل إنه كان يعاني من نوبة جنون باستخدام سلاحه الشخصي، حيث أردى الفقيد قتيلا قبل أن يحاول استخدام سلاحه ضدّ نفسه أين تلقى إصابات بليغة. ولتعلن بعد ذلك ذات الوزارة عن فتح تحقيق قضائي للتحري بشأن حيثيات هذه الواقعة المأساوية في الوقت الذي حيّت تضحيات الفقيد الذي كرّس حياته خدمة للأمة وفي مكافحة الإرهاب مثلما حرص على عصرنة الأمن الوطني على مدار 16 سنة الماضية.