شيعت أمس بمقبرة العاليةبالجزائر العاصمة جنازة المدير العام للأمن الوطني علي تونسي الذي توفي أول أمس عن عمر يناهز الثالثة والسبعين سنة بعد تعرضه لطلقات نارية من طرف العقيد شعيب ولطاش رئيس الوحدة الجوية للأمن الوطني خلال جلسة عمل، مراسيم الدفن جرت بحضور عدد كبير من الشخصيات السياسية والوطنية، ممثلين عن الأسلاك الدبلوماسية وعن بعض السفارات إلى جانب جمع غفير من المواطنين الذين قدموا من كل مكان لتوديع المجاهد العقيد تونسي. كان الموعد صباح أمس بالمدرسة العليا للشرطة بشاطوناف، حيث اجتمع المئات بل الألوف من المواطنين لإلقاء النظرة الأخيرة على الراحل علي تونسي المعروف باسم »سي الغوثي«، ابتداء من الساعة التاسعة صباحا بدأ المكان يعج بالحضور وفي مقدمتهم نور الدين يزيد زرهوني وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، مراد مدلسي الذي كان مرفوقا بعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي وممثلين عن كل من سفارتي الصين وكوريا الجنوبية، جثمان الفقيد بقي بعين المكان إلى غاية الساعة الثانية عشر من منتصف النهار لينقل بعدها إلى مسجد مالكي ببن عكنون لأداء صلاة الجنازة. بعد الانتهاء من الصلاة نقل جثمان العقيد علي تونسي إلى مقبرة »العالية« وفي حدود الساعة الثانية و16 دقيقة بعد الزوال كانت تشكيلة الشرطة في استقبال الموكب الجنائزي، وبدورها شخصيات سياسية ووطنية كانت في عين المكان لاستقبال جثمان الفقيد، الوزير الأول أحمد أويحيى، نور الدين زرهوني وزير الداخلية، القايد صالح قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة، عبد العزيز بلخادم الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، رئيس المجلس الدستوري بوعلام بسايح، السعيد بوتفليقة، عبد الرحيم بوتفليقة وعدد من أعضاء الحكومة، نقابيين، نواب من البرلمان ومئات المواطنين كلهم كانوا في الموعد بمقبرة العالية، كما حضر الجنازة مسؤولون سامون بالجيش الوطني الشعبي وإطارات الأمن الوطني إلى جانب رفقاء السلاح وعائلة الفقيد. حضور كثيف بمقبرة العالية والحديث لا يكاد ينقطع عن ظروف وملابسات عملية الاغتيال التي تعرضها إليها الراحل علي تونسي، الجميع يستغرب ويعبر بدهشة عما حدث في وقت يعلم فيه الجميع أن منفذ الجريمة ولطاش شعيب الذي يحمل رتبة عقيد بالمديرية العامة للأمن الوطني والبلاغ من العمر 66 سنة كان صديقا للعقيد علي تونسي. وتتزامن الواقعة التي راح ضحيتها العقيد علي تونسي مع الخبر الذي نقلته صحيفة وطنية أول أمس الخميس أي تاريخ حدوث الجريمة ، حيث أفاد الخبر أن الجاني ولطاش شعيب الذي لا يزال في المستشفى بعد تعرضه لطلقات نارية قد تم توقيفه من قبل علي تونسي منذ حوالي ثلاثة أيام وانه منع من السفر إلى الخارج بحكم تورطه في قضايا فساد، اثر ذلك أقدم ولطاش على قتل علي تونسي في جلسة عمل على الساعة الحادية عشر إلا ربع من نفس اليوم. عائلة الفقيد تتلقى تعازي المسوؤلين والمواطنين بمقبرة العالية تلقت عائلة الراحل علي تونسي تعازي كل المسؤولين والشخصيات والمواطنين الذين كانوا حاضرين بمقبرة العالية لتشييع جثمان الفقيد، حيث توالت الوفود على أقارب علي تونسي وبالتحديد ابنه لتقدم له أخلص التعازي، مشيدين بخصال الرجل وداعين له الرحمة والغفران، الجميع كانوا يتهافتون لتعزية ابن تونسي حتى مخرج المقبرة والتعبير عن أسفهم لما حدث من واقعة اغتيال لشخصية مجاهدة قدمت الكثير من اجل الجزائر. ممثل عن سفارة فرنسا يحضر الجنازة بدورها سفارة فرنسابالجزائر كانت حاضرة خلال مراسيم الجنازة، حيث جاء ممثل عن السفير الفرنسي بالجزائر ملحق الأمن الداخلي »أوقران باسكال« الذي كان مرفوقا ببعض المحلقين العسكريين الفرنسيين.