للمرة الرابعة تواليا، يجري المدير التنفيذي لمجمع إيني الإيطالي كلاوديو ديسكالتسي زيارة سرية إلى الجزائر، طبعها تكتم من طرف السلطات العمومية، رغم أن الزيارة شهدت لقاء بين المسؤول الإيطالي ووزير الطاقة نور الدين بوطرفة والرئيس المدير العام لسوناطراك أمين معزوزي، واللافت في زيارة 21 جوان هذه المرة أنها توجت بالتوقيع على امتيازات وعقود للعملاق الطاقوي الإيطالي . فضح بيان لمجمع إيني الإيطالي تلقت "الشروق" نسخة منه لقاء "سريا" هو الرابع من نوعه بين مسؤوله الأول ونظرائه من الجزائريين في وزارة الطاقة وشركة سوناطراك، حيث ذكر البيان المؤرخ في 21 جوان أن وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة والرئيس المدير العام للشركة الحكومية سوناطراك أمين معزوزي قد التقيا اليوم -أي أول أمس 21 جوان- قد التقيا بالمدير التنفيذي لمجمع إيني كلاوديو ديسكالتسي، وهذا تبعا للقاءات السابقة في نوفمبر 2015 وأفريل 2016، علما أن زيارة أخرى مشابهة قام بها ذات المسؤول في جانفي 2015 . وحسب ذات الوثيقة، فإنه وخلال اللقاء، وقع أمين معزوزي وكلاوديو ديسكالتسي على اتفاق لتمديد تراخيص الإنتاج في حقل رود"ROD" والحقول الموجودة في محيطه، فضلا عن 3 حقول أخرى من الكتلة 403، موضحا أنها حقول تاريخية لمجمع "إيني" كونها كانت عام 1995 سببا في تأسيس مجمع الشراكة الأول بين سوناطراك و"أجيب AGIP"، وهو ما كان تمهيدا لشراكة مثمرة وتعاون مكثف بين الشركتين. ولفت البيان إلى أن الشراكة التي تجددت بين "إيني" و"سوناطراك" التي أقرها اتفاق اليوم أي 21 جوان- ستؤدي إلى إنجاز برنامج ضخم وطموح لإعادة بعث وإنعاش الأنشطة الإنتاجية، التي ستتضمن تقنيات جد متطورة لاسترجاع المحروقات. وكشف البيان عن اتفاق نهائي وحل للخلاف بين سوناطراك ومجمع إيني بخصوص الحقل النفطي "سيف فاطمة" الذي كان محل نزاع بين الطرفين منذ سنوات التسعينات، حيث رمز للحقل ب "SF"، وقال في هذا الصدد "إن الاتفاق الموقع يعتبر قاعدة لغلق نهائي للنزاع القائم حول استغلال حقول سيف فاطمة الذي رمز له ب"SF" وكذلك حقل "SFNE، وتوحيدها لتصبح حقلا واحدا، حيث ستحوز سوناطراك حصته ب100 بالمائة، وستسير الأنشطة فيه بالتعاون بين الشركيتين، وسيتيح تحديد العلميات التي من شأنها ضمان تحسين الاحتياطات بهذه الحقول المستغلة". ويعود الخلاف حول حقل سيف فاطمة والحقول المجاورة له، إلى سنوات التسعينات مع شركة أجيب "AGIP"، التي استحوذ عليها مجمع إيني لاحقا، حيث يوجد هذا الحقل بجوار حقل مستغل 100 بالمائة من طرف سوناطراك، وأثبتت البحوث الجيولوجية أنه حقل واحد، حيث وبعد التقارير التي رفعت إلى مختلف المسؤولين بقي الطرف الإيطالي يستغل الحقل ويضخ الملايين من براميل النفط، ومن المفروض أن يعوض الطرف الإيطالي للجزائر ما قيمته نصف مليار أورو، لقاء طي الملف نهائيا. ولم يفهم بعد سلوك الحكومة الجزائرية، فيما يخص تعاملها مع زيارات مسؤول مجمع إيني المعروف اختصارا بتسمية "الكلب ذو ستة أطراف"، علما أن السلطات تعلن عن زيارة القاصي والداني إلى الجزائر، وحتى المسؤولين العسكريين الأجانب يتم الإعلان بشكل عادي عن زيارتهم والاتفاقيات الموقعة، لكن سلوك الحكومة صار غريبا وغير مفهوم ومن دون مبررات كون زيارة هذا المسؤول الإيطالي إلى الجزائر هي الرابعة من نوعها التي يتم التكتم عليها وجعلها طي السرية لأسباب تبقى من اختصاص الحكومة وحدها.