طالبت عائلات 11 "حراڤا" بولاية الشلف، الجهات المسؤولة وعلى رأسها وزارة الخارجية بالتحرك العاجل من أجل التحقيق في ظروف اختفاء أبنائها، الذين لم يظهر لهم أثر منذ تاريخ إبحارهم باتجاه السواحل الإسبانية. ترجح هذه العائلات أن أبناءها "الحراڤة" محتجزون في السجون المغربية أو الإسبانية، وهي تعيش حالة خوف وترقب، منذ قيامهم ليلة 11 جويلية 2010 بمباشرة رحلة سرية على متن قارب نحو الشواطئ الإسبانية، غير أنه لم يظهر لهم أثر منذ ذلك التاريخ، سوى فرضيات تتداول بين عائلاتهم تقاطعت كلها عند فرضية احتجازهم من قبل السلطات المغربية أو الإسبانية، ما جعل تلك العائلات تطالب السلطات الجزائرية بالتدخل العاجل عبر فتح تحقيق والكشف عن مصير "الحراڤة" المفقودين الذين لم يظهر لهم أثر إذا كانوا أحياء أم في عداد الموتى أم مسجونين. وكان "الحراڤة" الأحد عشر الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و30 سنة أبحروا في ليلة هادئة في حدود الثانية صباحا، مستغلين فرحة إسبانيا بفوزها في مقابلة لكرة القدم بعد أن تجهزوا واستعدوا لذلك جيدا، وكانوا ضمن مجموعتين تتألف من 22 شابا انقسموا إلى فوجين، وامتطوا قاربين وانطلقوا من شاطئ سيدي عبد الرحمان على أمل الوصول إلى أحد الشواطئ الإسبانية، وفي عرض البحر فرقت بينهم سفينة كبيرة مرت بينهم وفرقتهم، واختفى بعد ذلك أحد القاربين، وحسب الشقيقة "لروان نوال" وأمها "الزهرة" وهي أم أحد المفقودين الذي يدعى العيد البالغ من العمر 25 سنة في معرض حديثهما إلى "الشروق"، فإنهم اتصلوا حينها بقنصلية الجزائر في كل من إسبانيا والمغرب، كما قاموا بإرسال نسخ من بطاقات التعريف الخاصة بأبنائهم، وبصمة الحمض النووي وتم عقبها إشعارهم بعدم وجود أبنائهم ضمن قائمة الضحايا، ما جعلهم يرجحون فرضية وجودهم بين قضبان السجون الإسبانية أو المعتقلات السرية المغربية. وبعد فترة زمنية، ظهر أحد الرؤوس المدبرة لعمليات تهريب البشر بصفته أحد الناجين من الزورق الثاني وخصهم بزيارة في البيت بحي الرادار بوسط عاصمة بلدية الولاية وأكد لهم أن ابنهم حي يرزق وهو موجود بسجن في إسبانيا وسلمهم شريطا، تلقت "الشروق" نسخة منه، يظهر صورتهم بينهم ابنهم العيد بعد خمس ساعات من الإبحار. وأضاف المتحدث أن الزورقين كانا يسيران بنفس السرعة وعلى مسافات متقاربة في ليلة هادئة قبل أن تلج بينهما باخرة وتفصلهما وتغيب عن أنظارهم الزورق الذي كان على متنه ابنهم العيد ورفقاؤه، ما جعل جميع الاحتمالات قائمة بارتطامهم بالباخرة التجارية أو تغيير اتجاههم هروبا منها أو إبلاغ طاقم الباخرة حراس السواحل وتوقيفهم بعرض السواحل الإسبانية وحبسهم. وطلب منهم الرأس المدبر مبلغ 24 مليون سنتيم لتوكيل محام عن ابنهم بسجن إسبانيا وبسبب فقرهم وعدم ثقتهم في الشاب الذي قدم برفقة فتاة تدعي أنها زوجته، وبعد رفضهم تلبية مطلبه اختفى ولم يعد يتردد ثانية على بيتهم، وبدورها الأم "الزهرة" التي تحدثت بعينين دامعتين، طالبت بالكشف عن ولدها حيا أو ميتا ولم تذق حسبها طعم الأعياد، ولا يزال أملها أن تسمع رنات مكالمة هاتفية من إسبانيا تبلغها بتحديد مكان ابنها، وبعدما فشلت جميع مساعيهم ارتسمت اتفاقية عفوية بين عائلات "الحراڤة" على أن مصير هؤلاء يكون إما في غياهب أحد السجون المغربية أو الإسبانية، وشدد على أن ذلك قد يكون إشاعات ومجرد فرضية، لكنه أشار إلى مطالبتهم السلطات الجزائرية بالبحث عنهم لمعرفة مصيرهم.