أكد مصدر موثوق للشروق أن الجهات القضائية بالبويرة تلقت منذ شهر جانفي الفارط 22 شكوى من أزواج اعتدت عليهم زوجاتهم خلال الفترة الماضية، وتسببت لهم في إصابات شديدة، خاصة وأن المرأة ببنيتها الضعيفة تقوم بالضرب بالأدوات الصلبة والثقيلة كقطع الأثاث والصحون والسكاكين، وأضاف مصدرنا أن هؤلاء الأزواج الذين تم تعنيفهم وضربهم لأسباب كثيرة يفكرون حاليا في تأسيس جمعية للدفاع عن حقوقهم أمام المحاكم. خاصة وأنه من الصعب أن يقابل رجل امرأة ضربته أو حتى عنفته أمام القضاة لاعتبارات كثيرة، كون الرجل بقيمته وكرامته من الصعب أن يقبل إهانة أو اعتداء زوجته عليه، رغم أن الزوجات المتهمات طفح بهن الكيل ولهذا لجأن إلى التعدي على الزوج بضربه خاصة بعد اكتشاف خيانة الزوج لهن أو بسبب ممارسة الزوج لبعض السلوكيات المنحرفة، كتعاطي الكحول، أو إقامة العلاقات غير الشرعية، واكتشاف الزوجة له يجعله أكثر ضعفاً؛ مما يجعلها قد تعتدي عليه بالضرب؛ خاصة إن كانت شخصيتها شخصية متسلطة. وقد أخذت مؤخرا قضية العنف الأسري منحاً خطيراً بولاية البويرة تَمَثّل في تزايد حالات ضرب الزوجات لأزواجهن، وبعدما كان المجتمع يحاول مواجهة ظاهرة عنف الأزواج تجاه زوجاتهن وأبنائهن، فوجئ حالياً بمتغير خطير على الرغم من محدودية الحالات التي تم الكشف عنها، خاصة وأن الكثير من الرجال الذين يتم ضربهم يفضلون الانفصال عن الزوجة عوضا عن الإبلاغ عنها لاعتبارات شخصية وخوفا من ردود فعل المجتمع والكثير من تلك الحالات والقصص التي بقيت حبيسة المنازل والتي لا يستطيع أحد البوح بها. ومن بين الحالات المسجلة حالة سيدة تشتغل بإحدى الإدارات العمومية بالبويرة، والتي انهالت على زوجها ضربا ووصل بها الحد إلى طرده من مسكن الزوجية، وهذا بعد أن اكتشفت أنه يخونها مع إحدى زميلاتها بالعمل، حيث فعلت بشريك حياتها ما لم يتوقعه أحد؛ وخاصة عندما طعنها الزوج بسيف الخيانة؛ فقامت بضربه وطرده ليلا من البيت كونه مستهتر ولا يقدر الحياة الزوجية؛ مؤكدة أمام العدالة أثناء امتثالها مع زوجها في قضية الضرب المتبادل أنها في بعض الأحيان تلجأ إلى القيام بدور الرجل في المنزل بسبب غياب الرجل وعدم تقديره للمسؤولية؛ مما يجعلها أكثر عنفاً عندما اكتشفت أنه يخونها . كلمات نابية ل "تأديب" الزوج المتأخر خارج البيت ورغم أنه من الصعب أن يعيش رجلا مع امرأة ضربته أو حتى عنّفته، كونه لا يستطيع أن يرفع رأسه داخل منزله وأمام أولاده بعد الإهانة التي تَعَرّض لها، ولذلك يفضل أغلبيتهم الانفصال، خاصة عندما تكون الزوجة حادة وعنيفة، كما أن بعض الأزواج المعنفين يفضلون الاستمرار في الحياة الزوجية والتعايش مع الزوجة العنيفة، ومن بينهم حالة أحد ضحايا هذه الظاهرة الخطيرة والذي أكد للشروق أنه لا يستطيع التأخر خارج المنزل لفترات طويلة؛ خوفاً من زوجته التي تُعَنّفه بألفاظ نابية أمام أبنائه، وبرغم ذلك لم يطلقها، وبات يتعايش مع طريقتها، ويحاول ألا يفعل ما يثيرها ويضايقها. ورغم أن قضية العنف بين الزوجين تعد من الأمور المحرمة التي نهانا عنها الدين، وحتى تأديب الرجل زوجته، وضع الشرع له ضوابط، وإذا فُقِد ذلك وتدخل الشيطان في الحياة الزوجية زاد العنف من الطرفين؛ مما يؤدي في النهاية إلى استحالة الحياة الزوجية، وهذا رغم أن الكثير من النساء يعتبرن أن ظاهرة تعنيف الرجال يعتبر رد فعل إزاء تصرفات الأزواج وسلوكياتهم التي لا تحترم المرأة، بحيث يعمدون إلى تعذيبها نفسياً وجسدياً ويقهرون أنوثتها، فتضطر الزوجة إلى الرد ضرباً ولطماً تتبعهما ابتسامة انتصار! ما جعل الرجال المعنفين يفكرون في إنشاء جمعية تعنى بشؤون الرجال المعنفين وتحميهم من غضب النسوة والحفاظ على البساط الذي سحب من تحت أقدامهم حتى تبقى القوامة للرجال كما أمر الله تعالى.