على الرغم من خروج الفنان المغربي سعد المجرد عن صمته، وتغريده على "تويتر"، بأن أغنية "الشمعة" هي للفنان الجزائري الراحل كمال مسعودي، إلا أن ذلك -وعلى ما يبدو- لم يشفع لصاحب "أنت باغية واحد"، حيث ظهر المؤلف الحقيقي للأغنية مع ضابط إيقاعها، من خلال "فيديو" مصوّر، قدما خلاله شرحا مطولا لولادة الأغنية في سنة 82 إلى غاية تسجيلها في 89 ومن ثم صدورها في 91. اعتذار في الوقت بدل الضائع "من الخالدات للفنان الجزائري الراحل كمال المسعودي"الشمعة"، أغنيها في كل حفلاتي لأنني أعشقها.. تحية لمغربنا العربي الكبير".. بهذه الكلمات خرج "المجرد" ليصّحح خطأ نسبه أغنية "الشمعة" للمغرب.. إلا أن "خرجته" هذه لم تشف غليل الكثيرين، فدعت الفنانة الصاعدة رجاء مزيان (خريجة "ألحان وشباب1") مؤلف الأغنية قدور فرّاح، وضابط الإيقاع الموسيقي فضيل أجوري، لتقديم تفاصيل صناعة الأغنية والدفاع عن هويتها الجزائرية، كما استغلت "مزيان" الفيديو الذي افتتحته بكلمة لها، لتوجيه نداء للقائمين على الفن والثقافة في بلادنا لاتخاذ جل الاجراءات اللازمة –حسبها- للحد من التطاول على رصيد الجزائر الفني والثقافي.
رجاء مزيان تدق ناقوس الخطر تحت عنوان "صُنّاع أغنية "الشمعة" يردون على نسبها للمغرب"، استهلت رجاء مزيان "الفيديو" بكلمة، قبل أن تفسح المجال لمهندسي الأغنية، قائلة إن هذا اللقاء هو للدفاع عن رصيدنا الفني وليس هجوما على الفنان المغربي سعد المجرد: "هو نداء لوزير الثقافة والقائمين على الشأن الثقافي في الجزائر، لدق ناقوس الخطر لأجل الحد من هذه الاعتداءات.. لا نريد لأبنائنا أن يكبروا على هوية فنية وموروث ثقافي مزيف.. مسعودي -رحمه الله- ترك وراءه أما تنزف ألما لرحيله.. كان أملها الحصول على شقة تحفظ لها كرامتها، لكنها ماتت دون أن تتحقق لها هذه الأمنية.. شكرا لكل من دافع عن أغنية الشمعة.. أفسح المجال الآن لصُناعها ليتكلموا".
المجرد شوّه أغنية "الشمعة" قدور فرّاح، مؤلف الأغنية، تأسف طويلا لتشويه سعد المجرد "للشمعة"، بعدما أفرغها من محتواها وراح يقدمها بروح غير روحها (موسيقى "الفلامينكو")، كاشفا أن الأغنية كتبها سنة 82 بولاية تمنراست حين كان في الخدمة الوطنية: "وسجلناها سنة 89، بعد أن لحنّها داخل أحد المستودعات بشوفالي (أعالي العاصمة).. كنا مجموعة شباب يريد أن يُفرغ شحنة ألام وأحلام فترة صعبة مرت بها الجزائر، فلخصنا فيها ما كنا نحس به، وفي سنة 91 صدرت "الشمعة" في سُوق الكاسيت محققة نجاحا كبيرا"، ليوّجه كلامه للمجرد:"إذا كنت من عائلة فنية كما تقول، لا تسرق جهد غيرك !.. وهل تُجازي الجزائريون الذين استقبلوك أحسن استقبال بهذه السرقة.. لا أذكر أن بلخياط أو الدوكالي أو "ناس الغيوان" ونعيمة سميح تعّدوا مرة على تراثنا أو العكس.. لقد كانوا جسرا فنيا وثقافيا محترما بين المغرب والجزائر"، بينما شّدد ضابط إيقاع الأغنية، فضيل أجوري، من جهته، بأن "الشمعة" أغنية جزائرية 300 بالمائة، وأن المساس بها هو مس صريح بتراث الأغنية الجزائرية.