يعود بداية من الأحد القادم الملايين من التلاميذ الجزائريين إلى مدارسهم، وفي بلدية البرمة الحدودية 430 كم عن ولاية ورقلة، يعود التلاميذ إلى مقاعد الدراسة ولسان حالهم يقول بأي حال عدت أيها الموسم؟، فالنقائص لا يمكن إحصاءها بالمؤسسات التربوية. بلدية البرمة الحدودية من أبعد البلديات عن مقر الولاية ورقلة، وضع جعلها تعاني كثيرا وبها نقائص عديدة في جل القطاعات، ففي قطاع التربية يوجد على تراب البلدية ابتدائيتين، الأولى عمر بن الخطاب بمركز البلدية والأخرى بقرية الزنايقة القريبة من الحدود التونسية 500 م فقط، متوسطة وحيدة وثانوية وحيدة كذلك، يزاول الدراسة بهم أكثر من 900 تلميذ متفرقين على الأطوار التعليمية الثلاثة، وقبل أيام قليلة على الدخول المدرسي بداية الأسبوع القادم، فإن هذه المؤسسات الحساسة والهامة لأي مجتمع تنطلق بدون مدراء مثل الثانوية وابتدائية الزنايقة ومتوسطة تسير بالتكليف، في حين أن ابتدائية "عمر بن الخطاب" الوحيدة التي خرجت عن القاعدة ولها مدير معين منذ سنوات، كما تعاني هذه المؤسسات من جملة النقائص التي تراكمت منذ مدة. أول المشاكل كون أزيد من 80 بالمائة من الأساتذة مستخلفين، فالأساتذة الجدد الناجحين في المسابقات التي تجرى سنويا، يرفضون الالتحاق بهذه البلدية الحدودية المعزولة والنائية بحجج متعددة، والأبناء من يدفعون الفاتورة لوحدهم ويتحملون وزر أخطاء ليس لهم فيها ذنب، كذلك على سبيل المثال لا الحصر ثانوية "محمد الصالح بوغزالة" التي افتتحت منذ ثلاث سنوات تحت ضغوط كبيرة من سكان الجهة، واجتازت هذه السنة أولى دفعة للبكالوريا وحققت نسبة نجاح تقدر بأكثر من 32 بالمائة، والحقيقة أن الثانوية تفتقد لأبسط الضروريات يعجز العقل عن قبولها، فالثانوية لا يوجد بها هاتف أو فاكس، هذا فيما يخص الأمور الإدارية، أما الجوانب التربوية والبيداغوجية فحدث ولا حرج، والمشكل الأكبر هو أن الثانوية تسير بالتكليف منذ افتتاحها قبل سنوات، كذلك المتوسطة التي عرفت السنة الماضية دخولا اجتماعيا متأخرا لأكثر من شهر، نتيجة صراع بين الأولياء والمدير الذي طالبوا بتنحيته لأسباب حقيقية غير واضحة، ليتم الاستعانة بأحد الأساتذة العاملين بها، وتولي شؤونها لغاية نهاية الموسم الدراسي ، وبحسب عدد من الأولياء بالمنطقة فإن قطاع التربية بالبلدية النائية، بحاجة للمراجعة والوقوف على النقائص واستدراكها قبل الوقت، مطالبين الجهات الوصية بضرورة التدخل العاجل فأبنائهم فلذات أكبادهم، لا يمكنهم بأي حال من الأحوال أن يتركوهم يعانون في صمت وأن ينالوا تعليما مثل بقية التلاميذ في الجزائر، لذا وجب تعيين مدراء للمؤسسات التي تسير بالتكليف وبدون مدير أصلا مثل ابتدائية الزنايقة بالقرية الحدودية، وتوفير الأجواء المناسبة لإنجاح الموسم الدراسي الحالي 2016-2017.