تحولت "الحجامة" إلى تجارة مربحة لدى العديد من النساء الماكثات بالبيت، وحتى لدى بعض الطبيبات اللائي تخلت عن مهنتهن من أجل التفرغ لممارسة الحجامة في ظل الإقبال الكبير عليها من طرف النساء في الآونة الأخيرة، لدرجة أنهن أصبحن ينافسن الأطباء فيما يتعلق بالإقبال عليهن. استغلت العديد من النساء ببرج بوعريريج الإقبال الملف للانتباه للنساء والشابات على الحجامة، التي ثبتت منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم نجاعتها في علاج العديد من الأمراض، بما في ذلك الأمراض العضوية والروحية على غرار السحر والعين والمس لقوله صلى الله عليه وسلم "خير ما تداويتم به الحجامة، والقسط البحري"، غير أن الأسعار المرتفعة التي تشترطها هاته النسوة على الزبائن مبالغ فيها، خاصة على مستوى ولاية برج بوعريريج، حيث تفرض مقابل إجرائها في خمس أماكن في الجسم مبلغ 1600 دج جزائري، في الوقت الذي نجدها في ولايات أخرى بالعاصمة وغيرها أقل تكلفة، حيث تقوم ممارسة الحجامة بطلب مبلغ 1000 دج مقابل إجراءها في مختلف أنحاء الجسد، وتكتفي النساء بطلب "ملح اليد" فقط مقابل إجرائها. وذكرت سيدة التقتها "الشروق" بمحل للحجامة أن سبب ارتفاع أسعارها على مستوى ولاية برج بوعريريج، هو كون كثير من النساء اللائي يمارسنها طبيبات ودرسن الطب في الجامعة، وهذا سبب اشتراطهن لمبالغ مالية كبيرة مقابل ذلك، لتتحول هذه الممارسة إلى تجارة مربحة لدى العديد من النساء التي تعمل مع أزواجهن في مجال بيع الأعشاب الطبية وممارسة الحجامة، ويبقى على السلطات الولائية تقنين هذا المجال الذي أصبح يستقطب النساء والرجال طلبا للعلاج لغرض تمكينهم منها وبأسعار معقولة في ظل سعي هاته النسوة من أجل تحويلها إلى مصدر للربح السريع.