صعود لوبان يؤشر على تنامي العنصرية في المجتمع الفرنسي تقدم المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند على منافسه الرئيس المرشح نيكولا ساركوزي في الدور الأول من انتخابات الرئاسة الفرنسية. وأشارت النتائج النهائية للدور الأول لانتخابات الرئاسة الفرنسية، إلى تقدم طفيف ولكنه رمزي ويدل على قوة هولاند أمام منافسه ساركوزي في انتخابات الرئاسة الفرنسية. فقد حصل هولاند على 20, 29 بالمائة من أصوات الناخبين مقابل 27 بالمائة حصدها ساركوزي. وجاءت مارين لوبان، زعيمة اليمين المتطرف، في المرتبة الثالثة ب30 ,17 بالمائة، يليها زعيم حزب أقصى اليسار، جون لوك ميلونشون، ب40 ,11، أما فرانسوا بايرو فحصل فقط على 8 بالمائة من الأصوات. ويرى مراقبون أن المفاجأة الكبيرة في هذه الانتخابات هي رسالة قطاع واسع من الفرنسيين الرافضين لسياسة الرئيس المنتهية ولايته، نيكولا ساركوزي، بتفضيلهم غريمه الاشتراكي هولاند. أما المفاجأة الثانية فهي صعود مارين لوبان، زعيمة اليمين المتطرف، التي حازت على 30, 17 بالمائة من أصوات الناخبين الفرنسيين، ومن المنتظر أن تدعم نيكولا ساركوزي في الدور الثاني المقرر يوم 6 ماي المقبل. ويعتبر البعض أن جون لوك ميلونشون قد خسر رهانه في ''تحطيم'' منافسته مارين لوبان. ويرى المراقبون أيضا أن صعود لوبان يؤشر على توجهات خطيرة لدى المجتمع الفرنسي، بخصوص ازدياد العداء للمهاجرين وللعرب والمسلمين تحديدا. وعاش مقر حملة هولاند أجواء فرحة كبيرة مباشرة بعد إعلان فوزه بالدور الأول للانتخابات، بينما عاش مقر حملة الرئيس المرشح أجواء مشحونة وسط توافد كبير لأنصاره. وبدا التأثر عليهم، رغم مشاعر التأييد التي أبدوها لساركوزي. وقد أدلى الناخبون الفرنسيون، أمس، بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي يتوقع أن تطيح بالرئيس المترشح نيكولا ساركوزي ليكون أول رئيس في تاريخ فرنسا منذ أزيد من ثلاثين سنة يفشل في الفوز بعهدتين رئاسيتين متتاليتين. وفي حال نجح المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند في هذه الانتخابات فسيصبح ثاني رئيس يساري لفرنسا منذ تأسيس الجمهورية الخامسة عام 1958 وأول رئيس منذ أن هزم فرانسوا ميتران الرئيس اليميني، فاليري جيسكار ديستان عام .1981 وأفادت وزارة الداخلية الفرنسية أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية في فرنسا بلغت 79 بالمائة عند الساعة السابعة من مساء أمس، وهو مؤشر عال لكنه أدنى مما كان عليه في الدورة الأولى من انتخابات 2007 في الساعة نفسها، حيث سجلت 87 ,73 بالمائة. وتنافس في هذه الانتخابات 10 مرشحين، أبرزهم رئيس الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند، والرئيس المترشح نيكولا ساركوزي، زعيم الاتحاد من أجل الحركة الشعبية، ومارين لوبان، زعيمة اليمين المتطرف، وجون لوك ميلونشون، أقصى اليسار، وفرانسوا بايرو، يمين الوسط، لنيل أصوات 44 مليون ناخب فرنسي موزعين على 85 ألف مكتب اقتراع، حيث بدأ التصويت، أول أمس السبت، بالنسبة للفرنسيين المقيمين بالخارج، إلا أن الفرنسيين المسجلين في الجزائر، والبالغ عددهم 20 ألفا، بدأوا التصويت أمس الأحد، من بينهم 13 ألف مسجل في 5 مراكز في كامل الجزائر. وأدلى الرئيس المترشح والمنتهية ولايته، نيكولا ساركوزي، بصوته، ظهر أمس، في ثانوية بدائرة باريس السادسة عشرة الفخمة، بعد أن تناول قسما فقط من البطاقات الانتخابية التي كانت على الطاولة، وبعد التصويت صافح الرئيس المواطنين قبل أن يستقل سيارته دون الإدلاء بتصريح لوسائل الإعلام. أما المرشح الاشتراكي وزعيم أكبر حزب معارض، فرانسوا هولاند، فأدلى بصوته في الانتخابات، صباح أمس، مع ''صديقته'' الصحفية ''فاليري تريرويلر'' في معقله ''تول إن كوريز'' بوسط فرنسا وصرح إنه ''حذِر ومستعد، لكنه قبل كل شيء يحترم الانتخابات، إن الفرنسيين هم الذين يصوتون، اليوم الذي بدأ.. سيكون طويلا وهي لحظة مهمة''. وبلغت نسبة مشاركة الناخبين الفرنسيين في الدور الأول للانتخابات الفرنسية على الساعة الحادية عشرة بتوقيت باريس (العاشرة بتوقيت الجزائر) 22 ,19 بالمائة، وهي أقل من انتخابات 2007 التي سجلت 2 ,23 بالمائة في نفس التوقيت. وعلى الساعة منتصف النهار بتوقيت فرنسا (الحادية عشرة بتوقيت الجزائر) 29, 28 بالمائة، حسب وزارة الداخلية الفرنسية، واعتبرت هذه المشاركة مرتفعة نسبيا إذا قورنت بالانتخابات الرئاسية في 2002 (41 ,21 بالمائة) وهي ثاني أكبر نسبة مشاركة في الدور الأول من انتخابات رئاسية فرنسية منذ 1981، رغم أنها منخفضة قليلا عن الدور الأول من الانتخابات الرئاسية في 2007، عندما بلغت 21, 31 بالمائة، وكانت مرتفعة بشكل استثنائي، حيث بلغت 77 ,83 بالمائة في مجمل الاقتراع، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.