بعد خمسين سنة من خروج فرنسا الاستعمارية من الجزائر تحول الحركى وأبناءهم إلى "خزان" انتخابي، أظهرته الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة، التي فاز فيها هولاند، أن أصوات جالية الحركى والفرنسيين المرحلين من الجزائر، مهمة كثيرا بالنسبة لليمين الفرنسي، الذي مثله نيكولا ساركوزي في تنافس عليها مع الجبهة الوطنية. وأفاد استطلاع حينها أن رئيسة الجبهة الوطنية مارين لوبن كانت تتقدم على نيكولا ساركوزي لدى أبناء هذه الجالية ب28 المائة من الأصوات المتوقعة مقابل 26%. بعد خمسين سنة على اتفاقات ايفيان ينتظر الحركى، وأبناؤهم، اليوم تكريم وطني فرنسي مخصص لهم، اعتراف فرنسا "بتخليها" عنهم. ووعد فرنسوا هولاند بداية افريل انه إذا انتخب رئيسا للجمهورية "سيعترف علنا بمسؤوليات الحكومات الفرنسية في التخلي عن الحركى والظروف التي استقبلت فيها عائلاتهم التي نقلت إلى معسكرات في فرنسا". وسيرأس الوزير المنتدب لقدامى المحاربين قادر عريف يوم التكريم الوطني للحركى، في حفل يقام في ليزانفاليد وسيتلو رسالة من الرئيس هولاند الذي يكون حينها في نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي افريل الماضي وقبل أسبوع من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية زار نيكولا ساركوزي ريفسالت وفاء بوعد قطعه قبل خمس سنوات للاعتراف رسميا "بمسؤولية فرنسا التاريخية" في "تخليها" عن الحركى.