قالت مصادر المعارضة المسلحة السورية، الثلاثاء، إنها صدت هجوماً شنه قوات النظام جنوبي حلب، في وقت واصلت فيه المقاتلات الروسية والسورية غاراتها على الأحياء الشرقية من المدينة الخاضعة لسيطرة المعارضة. وأضافت أن قواتها أوقعت خسائر في صفوف القوات الموالية للنظام بعد عدة ساعات من الاشتباكات على حافات حي الشيخ سعد على حدود الجزء الشرقي من مدينة حلب. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مقاتل في جماعة فيلق الشام يدعى عبد الله الحلبي قوله: "صددنا محاولاتهم للتقدم في شيخ سعد وقتلنا 10 من مقاتلي النظام وحطمنا عدداً من العربات". وأفاد التلفزيون السوري الحكومي، أن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب نحو 20 آخرين في قصف لمسلحي المعارضة على الأحياء التي تسيطر عليها القوات الحكومية في مدينة حلب. ونقلت الوكالة ذاتها عن أحد قياديي جماعة نور الدين زنكي المعارضة قوله، إن الجيش السوري فتح عدة جبهات في وقت متزامن لتشتيت قوات المعارضة، وألقت طائراته المروحية منشورات تدعوهم إلى الاستسلام. وأضاف إن القوات الحكومية بعد تأمينها منطقة مخيم الحندرات الإستراتيجية في الحافة الشمالية للمدينة الخميس الماضي، وفي أعقاب قصف مكثف، بدأت هذه القوات بالضغط على المناطق الواقعة إلى الجنوب من المخيم، كما سيطرت على المبنى المدمر لمستشفى الكندي التي يسيطر الجنود من خلالها على دوار الجندول الذي يمثل تقاطع الطرق الرئيسي، وقال "لقد ساووا كل شيء بالأرض ولم يبق خيار أمام ناسنا سوى الانسحاب تحت قصف الروس". وتقول مصادر المعارضة، إن ميليشيا قوات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على حي مسجد الشيخ الإستراتيجي شمالي حلب استثمرت ما حققه الجيش للتحرك إلة منطقة الشقيف الصناعية الواقعة بين مخيم حندرات والمناطق التي يسيطرون عليها. وأفادت تقارير نقلاً عن مصادر المعارضة، بأن طائرات حلقت على ارتفاع عال يعتقد أنها روسية قصفت أحياء بستان القصر والهُلك والفردوس ما أسفر عن وقوع إصابات لم تُجمل عددها. واتهمت الطائرات الروسية والسورية بإلقاء قنابل حارقة على بلدات دارة عزة والزربة في ريف حلب. الحد من الفيتو ودعا مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان، الأمير زيد بن رعد الحسين، إلى ضرورة القيام بفعل لوقف المأساة الإنسانية التي تعيشها مدينة حلب، وحض مجلس الأمن على اعتماد سياسة تحد من استخدام أعضائه لحق النقض (فيتو) عند وجود مخاوف جدية بشأن ارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أو عمليات إبادة. وحذر بن رعد روسيا من استخدام قنابل حارقة في حلب، مشدداً على أن جرائم أحد الأطراف لا تبرر التصرفات غير القانونية للطرف الآخر. وفي موسكو نقلت وكالات أنباء روسية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله، إن روسيا ستواصل جهودها لحل الصراع في سوريا على الرغم من تعليق الولاياتالمتحدة تعاونها معها في هذا الشأن. وكانت واشنطن أعلنت، الاثنين، أنها علقت المحادثات مع روسيا حول الأزمة السورية، متهمة موسكو ب"عدم الوفاء بتعهداتها" فيما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار الذي انهار الشهر الماضي، ومحملة موسكو والحكومة السورية مسؤولية زيادة الهجمات على المدنيين. ومنذ انهيار الهدنة، التي اتفق عليها بوساطة روسية أمريكية، تشن القوات الحكومية أيضاً هجوماً برياً على المعارضة المسلحة. وأثار تصاعد أعداد القتلى المدنيين في حلب احتجاجات دولية. وتقول تقديرات الأممالمتحدة، أن 400 شخص على الأقل، بينهم الكثير من الأطفال، قتلوا في المدينة خلال الأيام الأخيرة نتيجة لهجمات القوات السورية والروسية.