عقد مجلس الأمن الدولي، يوم أمس، جلسة طارئة بطلب من بريطانيا وفرنسا والولاياتالمتحدة لبحث التصعيد العسكري الذي تشهده مدينة حلب السورية في الأيام الأخيرة. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، السبت، عن بالغ قلقه إزاء ”التصعيد العسكري المروع” في المدينة، مضيفا أن حلب تعرضت في الأيام الأخيرة لأعنف قصف منذ بدء الأزمة في سوريا. وشدد بان كي مون على أن الاستخدام الممنهج للأسلحة المتطورة، بما فيها القنابل الحارقة والقنابل المضادة للمخابئ، أثناء قصف المناطق السكنية من المدينة، هو ”عمل يرقى إلى جرائم حرب”. وحث الأمين العام المجتمع الدولي على ”توحيد الجهود لتوجيه إشارة واضحة بأنه لن يقبل استخدام الأسلحة الأكثر فتكا بصورة عشوائية ضد المدنيين”. إلى ذلك أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 45 مدنياً على الأقل قتلوا، السبت، في أحياء حلب الشرقية، الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، جراء الغارات الجوية الكثيفة للقوات الحكومية، لليوم الخامس على التوالي، بعد فشل المحادثات الأمريكية الروسية في إرساء هدنة لوقف القتال في سوريا. ومن جهته، حثّ منسق الأممالمتحدة للعمل الإنساني في سوريا، يان إيغلاند، موسكو وواشنطن على السعي لوقف القتال، الذي يستعر حول مدينة حلب. وقال إيغلاند إن قصف المدنيين في المناطق، التي تسيطر عليها المعارضة، لابد أن يتوقف، ولابد أن يسمح لشاحنات المساعدات الإنسانية بالدخول إلى المدينة. موسكو ترسل ”الأدميرال كوزنيتسوف” للمشاركة في العملية العسكرية بسوريا وأفادت مصادر روسية، يوم أمس، أن موسكو أوعزت لحاملة الطائرات ”الأدميرال كوزنيتسوف” للاتجاه إلى البحر الأبيض المتوسط ”من أجل دعم العملية العسكرية الروسية ضد تنظيم ”داعش” الإرهابي” حيث تحمل هذه السفينة مجموعة كاملة من الأسلحة والطائرات العسكرية”. وقال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، في وقت سابق، إن ”الأدميرال كوزنيتسوف” التابعة للأسطول البحري الحربي الروسي، سيتم إرسالها للبحر الأبيض المتوسط من أجل تعزيز قدرات البحرية الروسية في المنطقة، بينما هي بالفعل في طريقها إلى الساحل السوري. ولفت موقع سبوتنيك أنه من المتوقع أن تجرى تدريبات عسكرية فى المتوسط تشمل قاذفات ”تو-160” بعيدة المدي والغواصات النووية الروسية، بالإضافة إلى حاملة الطائرات، حيث تستعد ”كوزنيتسوف” لإطلاق ضربات ”فائقة الدقة” ضد ”داعش” الإرهابي. وفي السياق، اتهم وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، يوم السبت، كلا من قطر والسعودية وتركيا بدعم التنظيمات الإرهابية في سوريا. وقال المعلم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن القصف الذي نفذه الطيران الأمريكي على دير الزور وأودى بحياة عشرات الجنود السوريين يثبت أن الولاياتالمتحدة متواطئة مع ”داعش”. وأكد المعلم أن الحلول المفروضة على السوريين من الخارج مرفوضة، مرحبا في ذات الوقت بأي جهد دولي لمحاربة الإرهاب في سوريا، لكن بتنسيق مع الحكومة السورية. ولفت المعلم أن غياب هذا التنسيق يعتبر خرقا للسيادة وتدخلا سافرا وانتهاكا لمبادئ وأهداف ميثاق الأممالمتحدة، مضيفا أن أي جهد يتم بدون هذا التنسيق لم ولن يحقق أي نتائج ملموسة على الأرض، مشيرا إلى أن ذلك يزيد الأمر سوءا وتعقيدا. وتدور معارك عنيفة بين القوات الحكومية السورية ومسلحي المعارضة في حلب شمالي سوريا للسيطرة على مخيم حندرات الاستراتيجي شمال المدينة. ويشتكي العاملون من مجال الإغاثة من تدهور الأوضاع الإنسانية، وصعوبة الوصول إلى العالقين تحت الأنقاض، وقلة عدد فرق الإنقاذ التي تتولى مهمة إسعاف المصابين والبحث عن العالقين. وترجع أهمية مخيم الحندرات للاجئين الفلسطينيين، المهجور، إلى وجوده على ربوة عالية تطل على طريق الكاستيلو الحيوي. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صرّح، في وقت سابق، أنّ إحياء الهدنة في سوريا يتطلب تقيدم جميع الأطراف المعنية تنازلات. وجدد لافروف دعوته للأطراف المعارضة السورية التي تعتبر ”معتدلة” بأن تنفصل عن المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة. وقال وزير الخارجية الروسي: ”الطريق إلى إحياء الهدنة كما أراها يقوم على العمل المشترك للالتزام بالهدنة بدلا من مطالبة طرف واحد بأن يقوم بخطوات ”حسن نية” على أمل أن تؤتي ثمارا إيجابية في المستقبل”.