أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مقتل ثمانية مدنيين على الأقل، الثلاثاء، جراء غارات روسية هي الأعنف منذ أيام على الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: "قتل ثمانية مدنيين على الأقل جراء غارات روسية كثيفة على حيي بستان القصر والفردوس في شرق حلب"، موضحاً أن "الغارات اليوم هي الأعنف على الأحياء السكنية منذ نحو أسبوع". وأفاد مراسل لفرانس برس في شرق حلب بتجدد الغارات على الأحياء السكنية في شرق حلب حوالي الساعة الثانية عشر ظهراً، واستهدفت بشكل خاص أحياء القاطرجي والميسر وقاضي عسكري وبستان القصر. وفي حي بستان القصر، قال مراسل فرانس برس، إن الغارات أدت إلى تدمير مبنيين بالكامل إثر استهدافهما. ونقل مشاهدته للكثير من الأشلاء فضلاً عن ضحايا ممددين على الأرض لم يتمكن السكان من التعرف على هويات العديد منهم. وقال إن متطوعين من الدفاع المدني كانوا يعملون بأيديهم على رفع الأنقاض بحثاً عن الضحايا، مشيراً إلى سحب جثتي طفلين على الأقل. وتنفذ قوات النظام السوري منذ 22 سبتمبر هجوماً على الأحياء الشرقية في حلب وتدور منذ ذلك الحين اشتباكات على محاور عدة. وقتل منذ بدء الهجوم أكثر من 290 شخصاً، بينهم 57 طفلاً، في غارات جوية روسية وسورية وقصف مدفعي لقوات النظام على الأحياء الشرقية. ويتركز القصف الجوي منذ ذلك الحين على مناطق الاشتباك في المدينة وتحديداً حي الشيخ سعيد (جنوب) وحي بستان الباشا (وسط). ويأتي تجدد القصف بشكل مكثف على الأحياء السكنية بعد أيام من الهدوء النسبي، الذي أعقب إعلان الجيش السوري في الخامس من أكتوبر "تقليص" عدد الضربات الجوية والمدفعية على مواقع الفصائل. وتعد مدينة حلب جبهة القتال الأبرز في النزاع السوري والأكثر تضرراً منذ اندلاعه. ودفع سكانها ثمناً باهظاً للحرب بعدما باتوا مقسمين بين أحيائها. ويقطن أكثر من 250 ألفاً في الأحياء الشرقية ونحو مليون و200 ألف آخرين في الأحياء الغربية. على جبهة أخرى في ريف حلب الشمالي الشرقي، أفاد المرصد السوري، بمقتل عشرة مدنيين من عائلة واحدة وإصابة آخرين بجروح في تفجير انتحاري استهدف بعد منتصف ليل الاثنين-الثلاثاء، قرية الماشي الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي تضم فصائل كردية وعربية. وتدور اشتباكات متقطعة بين تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وقوات سوريا الديمقراطية في ريف حلب الشمالي الشرقي منذ تمكن الأخيرة في أوت الماضي من طرد الجهاديين من مدينة منبج، التي شكلت في العام 2014 أحد أبرز معاقلهم في محافظة حلب.