عمري شادلي في بيته العائلي تعاهدنا على تشريف الألوان الوطنية في المونديال ولن ترعبنا انجلترا أعتز كثيرا بجهاد والدي في سبيل الوطن وسموني الشاذلي تقديرا للرئيس بن جديد لاعب خجول جدا، متواضع لدرجة كبيرة، لكنه ينسى كل شيء عند الحديث عن الجزائر رغم أنه عاش بعيدا عنها، اختار عامري الشاذلي "الشروق اليومي" ليفتح قلبه لكل عشاق الخضر ومن خلال حديثه إلينا وعد ابن مغنية الشعب الجزائري بأنهم على موعد مع مشاهدة محاربين فوق ملاعب جنوب إفريقيا، ومن دون تردد أيضا يكشف سر تسميته الشاذلي ورأيه في أحداث القاهرة وتجديده من عدمه لفريق ماينز الألماني، معرجا في حديثه على إصابات مغني، بوقرة وبلحاج ووضعيتهم في نواديهم. * زيدان لم يكن يوما صديقا لي وعلاقتنا انقطعت مع رحيله إلى دورتموند * مرحبا بك عامري في مدينتك مغنية، معك الشروق اليومي؟ * - مرحبا بكم، آسف جدا، أنتم تعلمون جيدا ظروفي وليس عندي وقت كثير وحتى موعد الصلاة اقترب، لكن يمكن طرح ما شئتم من أسئلة. * * هل تحدثنا قليلا على زيارتك وكيف هي صحة الوالد؟ * الحمد لله، تعلمون أن والدي مريض، لذا كان واجبا علي زيارته رغم ضيق الوقت، لكن مسؤولي فريقي تفهموني ومنحوني 3 أيام وقد اطمأننت على والدي، وصحته تحسنت نوعا ما. * * عامري.. نبدأ من وضعيتك في فريقك الحالي، هل من جديد؟ * الحمد لله أنا في أحوال جيدة رغم أنني فقدت مؤخرا منصبي كأساسي، لكن مادمت أشارك ودخولي في كل مرة يغير مجريات المباريات فأنا جد راض، كما أن الجميع في فريقي معجب بما أقدمه. * * نعود بك إلى فترة الإصابة، كيف عايشتها، وهل تخوفت من تضييع مكانتك في الفريق الوطني؟ * كانت فترة صعبة، خاصة وأنها المرة الثانية على التوالي التي أصاب فيها في نفس المكان، لكنني لم أفقد الأمل وقاومت الإصابة وحافظت على ثقتي بالنفس، وكنت واثقا من العودة، وعن مكانتي لم أفكر في الأمر مطلقا، لأن اللاعب يجب عليه أن يتألق مع فريقه أولا حتى يحظى بشرف الدفاع عن المنتخب الوطني. * * وجدت تضامنا كبيرا من طرف لاعبي المنتخب الوطني، أليس كذلك؟ * أكيد، كنت في اتصال شبه دائم مع بلحاج، كما تلقيت عدة اتصالات هاتفية من بقية اللاعبين لتشجيعي، فعلاقتي مع زملائي لم تنقطع خلال فترة غيابي، وهذه هي قوة فريقنا.. صدقوني مجموعتنا جد متلاحمة وعلاقاتنا ببعضنا البعض جد رائعة. * * كيف كانت ردة فعلك بعد الاعتداء على حافلة المنتخب الوطني بالقاهرة؟ * صدمت بعد أن وصلني الخبر وأول ما فكرت فيه هو الاتصال باللاعبين لمعرفة الحقيقة، لكن بعدما شاهدت كما شاهد العالم كله صور الاعتداء كنت جد متأسف لما بدر من الأنصار المصريين. * * لكن، هل تعلم أن رئيس الاتحادية المصرية صرح قبل المباراة في نداء للأنصار قائلا "افعلوا ما تشاءون، المهم أن نتأهل"؟ * هذا الأمر لا يهمنا، نحن لاعبون محترفون، مهمتنا تبدأ وتنتهي فوق المستطيل الأخضر أين نعطي كل ما عندنا، أما مشاكل المسؤولين فلا دخل لنا بها، لكن هذا لا يمنع من القول أن ما حدث في القاهرة كان مؤسفا. أما ما جاء في وسائل إعلامهم فلا يهمني، دعهم يتكلمون ويقولون ما يشاءون، ما يحدث خارج الملعب لا يهمنا. * * زيدان المصري كان صديقا لك في ماينز؟ * (يقاطعنا) لا، زيدان لم يكن صديقي، كان زميلا لي في فريق ماينز، وحتى تسير أمور أي فريق على أحسن ما يرام يتوجب أن تكون هناك علاقات مع الجميع، أنا شخصيا لم يحدث لي معه أي مشكل، لكن لم يكن من المقربين وعلاقتي معه لم تتعد حدود إلقاء التحية. * * هل اتصل بك قبل أو بعد مقابلة أم درمان؟ * لو كنت في اتصال معه لقلت لك إنه صديقي وهو ما لم يحدث أبدا وبالتالي فبعد مغادرته ماينز انتهت علاقتي به. * * بودبوز، فيغولي، فابر، أسماء كثيرة ممكن أن تدعم النخبة الوطنية، فكيف ترى مستوى اللاعبين الجدد؟ * أنا لا أعرفهم شخصيا، لكن شاهدتهم على التلفزيون، مستواهم لا يشك فيه أحد، لكن هناك مدربا هو من يمكن أن يجيب على ما يمكن لهم أن يقدموه للمنتخب. أنا من ناحيتي أقول لهم مرحبا بكم ولن تجدوا أي صعوبة في الاندماج، لأن المنتخب عائلة واحدة ومجموعة متلاحمة. * * سؤال آخر يحير الجزائريين و و وضعية عنتر يحيى وزياني في ألمانيا، وهل يدفعون ثمن مشاركتهم في كأس إفريقيا، ما تعليقك؟ * الجواب تجدونه في بوخوم وفولسبورغ. أنا كجزائري أقول أنه يؤسفني أن لا يشارك زملائي بصفة منتظمة. من جهة أخرى أظن أن عددا آخر من اللاعبين الأفارقة فقدوا أماكنهم في فرقهم بعد العودة من كأس إفريقيا، بالمقابل هناك لاعبين استفادوا من هذه الدورة وبالتالي لا يمكن الحكم: هل مشاركة أي لاعب في كاس إفريقيا إيجابية أو سلبية، وبالعودة إلى لاعبينا فأظن أن عودتهم بإصابات من دورة أنغولا كانت عاملا إضافيا لمعاناتهم حاليا، لكن أثق في إمكانية لاعبينا وأؤكد أنهم سيكونون جاهزين خلال المونديال. * * نعود للحديث عن فريقك، خاصة أنك لم تجدد عقدك؟ * لا يوجد أي مشكل في هذا الخصوص، فريقي قدم عرضا ووكيل أعمالي قدم اقتراحاته، لكننا لم نغلق أبواب التفاوض، المهم أني مرتاح في ماينز، أما من ناحية العروض فهي لا تنقصني وكل شيء سيتضح خلال الأسابيع القليلة القادمة. * * في أي بطولة سيلعب عامري الموسم القادم، أم أنك ستفضل انتظار كأس العالم للفت الأنظار نحوك؟ * هناك عروض من ألمانيا ومن فرنسا، لكن صراحة لن أعود إلى فرنسا، أين ينظر الينا نحن العرب بنظرة دونية، لكن نحن نفتخر بنفسنا وتعودنا على تصرفاتهم ولا نعطيها أي اعتبار ،عكس ما يحدث في الدول الأخرى. أما بخصوص الشطر الثاني من السؤال فأنا لا أظن أنه من الاحتراف أن تغامر بلعب كأس العالم وأنت من دون عقد يحميك، لأنك لا تستطيع معرفة كيف ستسير الأمور. ومن جهة أخرى، أفضل أن أكون في كامل تركيزي مع المنتخب الوطني في جنوب إفريقيا وبالتالي وجهتي ستكون محددة قبل المونديال. * * دائما فيما يتعلق بمغنية، ما هي الذكريات التي تحتفظ بها عن طفولتك؟ * تعلمون جيدا أنني أقضي عطلتي الصيفية في مغنية منذ طفولتي ولم أنقطع يوما عن زيارتها، فبيتنا العائلي بحي المدرجات، أين لعبت كثيرا في صغري دون نسيان السواني، الغزوات، الجرابعة، شواطئ مرسى بن مهيدي، لكن الشيء الوحيد الذي لم يتغير بالمدينة هو الطوابير اللامتناهية أمام محطات توزيع الوقود (ينفجر بالضحك) صدقني أكون دوما سعيدا بالعودة إلى مدينتي والالتقاء بكل أفراد عائلتي. * * هل ممكن أن نعرف سبب تكريم الوالد شفاه الله من طرف رئيس الجمهورية؟ * والدي كان عضوا نشطا في فيدرالية جبهة التحرير الوطني وكان من بين أبرز مجاهديها في منطقة ماتز، أين تم سجنه ولقبه الثوري هو "محمد الوهراني". وعلى كل والدي ليس الوحيد، فعائلة عامري تفتخر ب05 شهداء من أعمامي وأبناء العمومة، ناهيك عن عدد هام من المجاهدين. فنحن ننتمي لعائلة ثورية.