كشف ضابط "إسرائيلي" بارز أن قائد الانقلاب العسكري بمصر، عبد الفتاح السيسي، حال دون تقديم "إسرائيل" تنازلات لحركة حماس خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة صيف عام 2014، ممتدحاً السيسي على ذلك. وذكر القائد السابق لقيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، الجنرال غادي شماني لصحيفة “هآرتس” العبرية، أمس، أن “الحكومة الإسرائيلية كانت قد هرولت ووافقت على هذه التنازلات، إلا أن السيسي هو الذي حال دون ذلك في النهاية.” وأضاف “علينا أن نعترف أنه لولا تشدّد المصريين لانتهت الحرب بشكل مختلف”، معتبراً أن “إسرائيل تستفيد حالياً من نافذة فرصٍ تاريخية وغير مسبوقة"، في إشارة على هرولة بعض الدول العربية "المعتدلة" إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، واعتباره "حليفا" جديدا ضد "العدو المشترَك" إيران. وأشار شماني إلى أن “إسرائيل” لم تتمكَّن من القضاء على تهديد الأنفاق، التي تستخدمها حماس في جلب السلاح إلى قطاع غزة، وظلّت تعاني من وجود هذه الأنفاق “حتى جاء السيسي وقرّر تدميرها”، متمنياً أن يبقى السيسي “في حكم مصر لسنوات طويلة". وأكد ”أنه لا يمكن القضاء على حماس بغزة". وشدَّد على أن "بقاء نظام السيسي على رأس السلطة في مصر يكتسب أهمية قصوى بالنسبة للأمن القومي الإسرائيلي". وأقرّ شماني بأن صعود السيسي إلى الحكم حسَّن من قدرة “إسرائيل” على مواجهة حركة حماس، ما أسهم في إضعافها، على حدِّ قوله. وشدد على أن “إسرائيل” تستفيد من كراهية السيسي والمصريين لحماس، منبِّهاً إلى أن هذه “الكراهية” تُرجمت إلى إنجازات لصالح “إسرائيل” في محاربة الحركة. وعند سؤاله عن فتح وقيادة السلطة في الضفة قال شوماني ”فتح والسلطة تتحاور معنا وتتعاون معنا للقضاء على حماس، والوضع بالضفة افضل بكثير من غزة“. وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية قد كشفت الثلاثاء الماضي، عن قلق شديد ينتاب "إسرائيل" في الآونة الخيرة، خوفاً من سقوط "حليفها" السيسي على خلفية اشتداد وطأة الأزمة الاقتصادية على مصر. وكشفت الصحيفة العبرية أنه جرت في الآونة الأخيرة اتصالاتٌ بين مسؤولين سياسيين رفيعي المستوى في "إسرائيل" والولاياتالمتحدة، جرى خلالها مناقشة ما وصفه الجانبان ب“تخوف شديد على استقرار النظام في القاهرة”، واستنجد الصهاينة بالولاياتالمتحدة للتدخل وإنقاذ اقتصاد مصر. وقالت الصحيفة إنه يوجد إدراك في العالم بأن العام 2017 سيكون حاسماً بالنسبة للنظام المصري، وتحاول إسرائيل استخدام علاقاتها مع الولاياتالمتحدة ودول أخرى من أجل دعم اقتصاد مصر، وإنقاذ حليفها من السقوط، وعودة الإخوان إلى الحكم، وبالتالي تعزيز وضع حماس في غزة وإضعاف حصار "إسرائيل" على القطاع.