خليدة تومي مستقبلة الطاهر وطار/تصوير: علاء الدين.ب يذكرك مشهد عودة صاحب "اللاز" مساء أول أمس إلى أرض الوطن بعد عام و شهر من المنفى العلاجي بفرنسا، بظاهرة وصول نجوم المنتخب الوطني لكرة القدم وما يرافقها من هالة وزخم.. * عدد كبير من الصحفيين وممثلي الإعلام الثقيل وعدد آخر من المثقفين والمعجبين تقدمتهم وزيرة الثقافة خليدة تومي مرفوقة بلخضر بن تركي، مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام.. مشهد جميل وتقليد أجمل، ذابت فيه الفروق بين الطاهر وطار وزياني ومطمور وبوڤرة وعنتر يحي ويبدة ومغني.. ربما تكون البداية لعهد جزائري جديد.. عهد تحترم فيه العقول كما تحترم الأقدام. * حطت طائرة الخطوط الجوية الجزائرية على الساعة السابعة وعشر دقائق بمطار هواري بومدين الدولي، قادمة من مطار أورلي بباريس، وبعد ساعات من الانتظار في البهو رقم 2 لاستقبال العائدين، الذي تحول بداية من الساعة الرابعة عصرا إلى تجمع حقيقي لصحفيين من عناوين ووسائل إعلامية شتى، إلا الصحافة المفرنسة طبعا التي غابت دون أن يشعر بغيابها أحد، خرج الطاهر وطار مرفوقا بوزيرة الثقافة، خليدة تومي، و مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام، لخضر بن تركي. * بدت علامات التعب والإرهاق جلية على ملامح عمي الطاهر وعلى وتيرة مشيه التي استعان فيها بعصا، لكن صاحب "قصيد في التذلل" أبى إلا أن يتقدم نحو مستقبليه بنفس ال"بيري" الأسطوري وبابتسامة طفولية جميلة.. ابتسامة الهارب من منفاه، العائد إلى بيته و أهله وعشاقه. * وكنجم من نجوم الكرة الجدد تقدم وطار إلى قاعة استقبال الشخصيات المهمة تحت الأضواء ووسط باقات الورد، وهناك جلس ليعيد إنتاج هوايته المفضلة، المشاكسة والاستفزاز، تحدث عن وضعه الصحي عن مؤتمر جبهة التحرير الوطني عن مستقبل الجاحظية وعن "البوزلوف" الذي اشتاق إلى أكله. * ولم تكتمل فرحة وطار إلا بوصول ابنته وحفيده عبد المجيد..عم الصمت القاعة، وللحظات حلت الدموع محل الكلمات، وللحظات أيضا حلمنا بعهد جزائري جديد.. عهد تحترم فيه العقول كما تحترم الأقدام. * * خليدة تومي: "طلة عمي الطاهر مثل طلة الهلال" * فلتت الكلمات من وزيرة الثقافة خليدة تومي التي لم تجد التعبير المناسب لتنقل سعادتها، وهي تستقبل الكاتب الكبير الطاهر وطار، وأوجزت تصريحها في كلمات معدودات "طلة عمي الطاهر على بلده الجزائر مثل طلة الهلال، وإن عودته إلى الجزائر خبر سعيد والأسعد أنه بدأ يتماثل للشفاء ليعود إلى العائلة الثقافية وللجاحظية ولأصدقائه وأحبائه، ويواصل عمله النوعي المشهود في النشاط الثقافي الراقي والواعي، واستقبالنا له دليل على أن هذا الرجل يمتلك مكانة خاصة لايصل إليها إلا من كان صاحب طينة كطينة عمي الطاهر.. أتمنى له الشفاء النهائي". * * أصداء * * لم تخل جلسة الطاهر وطار مع مستقبليه في قاعة الشخصيات المهمة من المشاكسة والاستفزاز، فحضور بعض إطارات حزب جبهة التحرير لم يمنع عمي الطاهر من التعليق على مؤتمر الحزب الأخير بقوله ساخرا: »حاولت فهم ما يجري في مؤتمر الأفلان عبر متابعة أخباره لكنني فشلت، إنه فعلا مؤتمر العجائب". * * رد وطار على سؤال حول الوجبة التي يريد تناولها في مساء عودته إلى الوطن فقال: "طبعا البزلوف، وقد أوصيت العائلة بذلك"، وعلقت وزيرة الثقافة ناصحة: "حفاظا على صحتك أرجوك عمي الطاهر أن تكثر من الليمون". * * سابقة جميلة أقدمت عليها وزيرة الثقافة فهي لم تكتف بالتكفل بالوضع الصحي للطاهر وطار، ولكنها رتبت له استقبالا جديرا بالنجوم الكبار، ولم يفوّت صاحب "اللاز" الفرصة ليشكرها على التفاتتها..الجميل في السوابق أن تتبعها لواحق. * * حول مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام، لخضر بن تركي، قاعة استقبال الشخصيات المهمة إلى خلية نحل حقيقية، فهو لم يكتف باستقبال الصحفيين والمحبين ولكنه سهر شخصيا على إتمام كل إجراءات السفر للطاهر وطار بداية من المرور على شرطة الحدود وصولا إلى استلام الحقائب. * * كعادتها، وبشهادة الجميع، فإن "الشروق" سجلت حضورا قويا من بين مستقبلي الطاهر وطار، مساهمة منها في تكريس هذا التقليد الجميل. * * في حديثه عن مؤتمر الأفلان قال الطاهر وطار مازحا: "أنا مناضل قديم في الحزب، وبما أنني عملت فيه مراقبا عاما طيلة عقدين فإنني أملك الكثير من الملفات قد تخيف البعض مني". * * وهو يتحدث عن استعداد الجاحظية لتنظيم مؤتمرها ذكر وطار بعلاقة الصداقة التي تجمعه بالوزير المنتدب لدى وزير الداخلية المكلف بالجماعات المحلية، دحو ولد قابلية، وبالعلاقات الجيدة التي تربطه بوزير الداخلية، نور الدين يزيد زرهوني. * * احتفاء بعودته إلى الوطن سينظم الطاهر وطار بمسقط رأسه في عين البيضاء "وعدة" يدعو إليها أهله وأصدقاءه ومحبيه. *