الروائي الطاهر وطار بعد غيابه يوم أول أمس عن تكريم النقابة الوطنية لناشري الكتب، لبى الروائي الطاهر وطار دعوة الديوان الوطني للثقافة والإعلام الذي ينظم أسبوعيا نشاط "موعد مع الكلمة" الذي ينشطه سمير مفتاح ويستضيف الكتاب والمثقفين. وقد قدم الدكتور أحمد منور قراءة نقدية في رواية قصيد في التذلل وهي آخر عمل روائي لضيف الديوان كان قد نشره على حلقات في جريدة "الشروق" قبل أن يصدر في كتاب تكفل بنشره الروائي واسيني الأعرج. واستهل عمي الطاهر حديثه لجمهور قاعة الأطلس بكلمة شكر فيها الديوان الوطني للثقافة والإعلام ممثل الدولة الجزائرية، والذي تكفل به أثناء رحلته العلاجية بباريس. ثم تحدث عن الظروف الصعبة التي كتب فيها روايته، مؤكدا على وفائه لنهجه الروائي الذي عرف به منذ بداياته في الكتابة، وقال "أنه حاول أن ينقل التصادم التاريخي بين المثقف والسلطة". من جهة أخرى، قال صاحب "اللاز" أن المثقف الجزائري كان في فترة الستينات والسبعينات في طليعة المجتمع، ثم تم تغييبه في الثمانينيات والتسعينسات بسبب أفكار متعصبة، وفي فترة الألفينيات ارتمى في أحضان السلطة، ولم يخرج من دائرة إسكاته بالمناصب، وبذلك غاب صوت المثقف وغابت الظمائر الثقافية "أتعجب لسكوت المثقفين وهم يرون الفساد ينخر جسد المجتمع ولا يتكلمون"، وفي رسالة مشفرة قال إن شعراء مصر يشبهون إلى حد بعيد شعراء الجزائر من حيث ارتمائهم في أحضان السلطة. وردا على سؤال حول خلافه مع الطاهر جاووت، قال عمي الطاهر إن هذا الأخير كان صديقه ولكنه يختلف معه في فكرة القطيعة مع مقومات الأمة الجزائرية التي دعا إليها جاووت، ودعا إلى قراءة هذا النقاش في الكتابين الذين أصدرهما معهد العالم العربي، مؤكدا أن أتباع الطاهر جاووت زاروه في باريس واعتذروا له عن الاتهام الذي وجهوه إليه. وفضل عمي الطاهر عدم التعليق على ما قاله رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الدكتور محمد العربي ولد خليفة في منتدى "الشروق"، هذا الأخير الذي نفى وجود لوبي فرانكفوني في الجزائر، وقال وطار "لو تعلمون حجم تواجد حزب فرنسا في الجزائر لأصبتم بخيبة كبيرة". وفي نهاية النشاط، تم تكريم عمي الطاهر بباقة ورد نيابة عن كل قرائه ومحبيه.